مولاي عبد الله الجعفري.
أثار تدخل النائب البرلماني عن حزب الأصالة و المعاصرة بمجلس النواب زوال الأمس ” الحسان التابي ” موجة من ردود فعل متباينة بين رحب بفكرة الرجل و الفريق الذي يمثله وبين مؤيد لها الى من استهزاء بالفكرة من أساسها، لكن واقع الحال حقيقة هو ان الذكاء الاصطناعي أصبح هو مستقبل الأمم، وعديد من الدول المتقدمة او السائرة في طريق النمو او حتى النامية منها أصبحت تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في تنزيل برامجها .
حيث انه في كثير من الدراسات المؤيدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تنمية البلدان النامية بهدف خروجه من دائرة الفقر والتهميش، يتم التركيز على ما يمكن أن تقدمه الثورة الصناعية الرابعة من إضافات تنموية كبرى؛ ففي المجال الصحي يمكن للذكاء الاصطناعي توفير رعاية صحية أفضل بتكلفة أقل من خلال التنبؤ بالأمراض والتشخيص الدقيق ووصف العلاجات المناسبة، وكذلك الوصول بالخدمة الصحية إلى المناطق البعيدة عن المركز وفي التوقيت المناسب.
وفيما يخص التنمية بوجه عام يساعد الذكاء الاصطناعي على توجيه اهتمامات الأفراد إلى الوظائف ذات التكوينات الحديثة كهندسة الروبوتات، والبرمجة، وصيانة الأجهزة الذكية، وتمكين الشركات من خفض تكلفة الإنتاج من خلال ضبط سلاسل التوريد والتوزيع. ومع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الزراعة يمكن للمزارعين مراقبة محاصيلهم بكفاءة أكبر والتنبؤ بموعد زراعتها وحصادها وضبط عمليات رش المبيدات، ما يحقق وفرًا في التكلفة الكلية ويرفع حجم العائد. وبالنسبة للتعليم تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي على ضبط العملية التعليمية ككل، وهكذا في العديد من المجالات الرئيسية للتنمية الشاملة. لهذا تعد مداخلة السيد النائب البرلماني عن اقليم طاطا مداخلة دات ابعاد إيجابية ويمكن الاستفادة منها و توفير الوقت لو وجدت الفكرة ترحيبا من الحكومة واهتماما منها .
اذ بإمكان الدولة تحقيق طفرة تنموية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، متى توفرت شروط معينة ، ليست متوفرة بالقدر الكافي حاليا . وهي شروط تجمع بين تحركات الدولة من جانب، ومساعدات المؤسسات الدولية المعنية بإحداث طفرات تنموية في الاقتصادات الفقيرة بما في ذلك الشركات الكبرى فى إنتاج وابتكار تطبيقات الذكاء الاصطناعي من جانب آخر.
ولعل أهم ما يجب أن تحشد له الدولة ما يتعلق بالقدرات المالية والعناصر البنيوية، خاصة القدرات البشرية والبنية التحتية للاتصالات، ومعالجة الأمية التقنية، والأهم أن يقتنع المجتمع المحلي ككل بالفوائد الكبرى التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة بعض سلبياته، لاسيما ما يتعلق بكون بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي المُصممة خصيصًا لواقع الدول الكبرى لا تخلو من تحيز قيمي، كما أن الاتجاه المتصاعد نحو الأتمتة واستخدام الروبوتات تحد من توظيف القدرات البشرية، وهو ما لا يناسب واقع الدول النامية. والمقصود هنا حُسن اختيار التطبيقات المناسبة للحالة الكلية لبلدنا المغرب .اذ يجب على الدولة اخد هدا المقترح الذي تقدم به التابي مأخد الجد حيث ضعف استغلال هذه التكولوجيا في كل الميادين بالمملكة . مع توسيع نطاق التوعية بالمغرب حول طرق استخدام هذه الاختراعات، حيث اصبح العالم اليوم يعمل على استخراج القوانين من أجل تأطير استعمال هذا الذكاء . مع العلم ان التطورات التكنولوجية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي اليوم تحمل إلى جانب الفرص الكبيرة التي توفرها في مجالات متعددة، مخاطر كبيرة على الاقتصاد والمجتمع. لذا وجب مواجهة هذه المخاطر وتقييم انعكاساتها المحتملة وفق مقاربة استباقية وذلك للتمكن من الحد من آثارها بأنسب الطرق وأكثرها فاعلية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.