عبد المالك بوغابة
يُعدّ فضاء “أيمن جيت بارك السياحي” مشروعًا استثماريًا ضخمًا، بملايين الدراهم، قي ملكية أحد أبناء المنطقة المقيمين بالخارج، ويقع على كورنيش صباديا الساحر. يُمثل هذا المشروع إضافة نوعية للمشهد السياحي في المدينة، حيث يُشغّل عدد هام من عامل وعاملة بشكل دائم، ويُسهم بانتظام في دعم خزينة الدولة من خلال الضرائب والجبايات المستحقة.
التزام اجتماعي واقتصادي فريد
ما يُميز هذا المشروع هو التزام صاحبه بالحفاظ على وظائف العمال طوال العام، على الرغم من التحديات التي يفرضها تراجع الأنشطة التجارية في فصل الشتاء. فكما هو معلوم، لا تتجاوز مدة الرواج السياحي في إقليم الحسيمة شهرًا ونصف الشهر سنويًا، تشمل أواخر يوليو وشهر أغسطس بأكمله. أما بقية أيام السنة، فيشهد فيها النشاط التجاري ركودًا ملحوظًا. ورغم هذه الصعوبات، يواصل صاحب المشروع تشغيله على مدار السنة، متكفلاً في بعض الأحيان بدفع رواتب العمال والمصاريف الأخرى من ماله الخاص، وهو ما يعكس التزامًا اجتماعيًا واقتصاديًا يستحق التقدير.
تحديات بيئية وتنظيمية تعيق التنمية
من خلال زيارتنا لهذا المشروع الهام، لاحظنا في المنتدى المتوسطي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وجود مظاهر تشوه محيطه وتؤثر سلبًا على صورته. فمدخل المطعم، على كورنيش صباديا، يعجّ بالعربات غير المرخصة التي تحتل الأرصفة بشكل عشوائي، وهو ما يتنافى مع جمالية المكان ويعيق حركة المارة، كما توضح الصور المرفقة.
يُعدّ هذا الوضع محيرًا، خاصة وأن هذه الممارسات تحدث على مرأى ومسمع المسؤولين المحليين، على الرغم من وجود دورية صادرة عن وزارة الداخلية تهدف إلى وضع حد لهؤلاء الباعة غير المنظمين وتلميع صورة الشواطئ المغربية. إنّ هذه العشوائية تُلقي بظلالها على الجهود المبذولة لتعزيز السياحة في المنطقة، خاصة ونحن في طور إعداد مشاريع سياحية وترفيهية ورياضية استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030.
دعوة للمسؤولين.
ندعو السلطات المحلية والإقليمية إلى التدخل العاجل لتنظيم محيط هذا المشروع الحيوي، والقضاء على المظاهر العشوائية التي تشوه الواجهة السياحية للمدينة. إن دعم مثل هذه الاستثمارات الواعدة، وتوفير بيئة نظيفة ومنظمة لها، يُعدّ ضرورة قصوى لتحقيق التنمية السياحية المستدامة في إقليم الحسيمة، بما يتماشى مع التطلعات الوطنية لاستقبال حدث عالمي كبير مثل كأس العالم.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.