جماعة حربيل بين زمن الانسداد وآمال التغيير: ست سنوات من التيه… فهل آن أوان المحاسبة

النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني 

منذ استحقاقات 2021، وجماعة حربيل – تامنصورت تعيش حالة انسداد سياسي غير مسبوق، بدأت بخلافات حادة بين مكونات الأغلبية والمعارضة، وانتهت بفقدان الرئيس الأغلبية، لتدخل الجماعة في نفق مظلم من التسيير المرتبك والشلل المؤسساتي، وسط صراعات طغت على المصلحة العامة، وأغرقت المدينة والدواوير المحيطة في دوامة التهميش وسوء التدبير.

ست سنوات انقضت، ولم تنعكس على الواقع إلا بمزيد من الأعطاب، وكأن الزمن توقف عند لحظة العبث. المواطن ظلّ رهينةً لمجالس تتقاذفها الحسابات السياسية، ولا تجد الوقت أو الكفاءة لصياغة رؤية تنموية حقيقية. لا مشاريع كبرى، لا تحولات ملموسة، لا أجوبة على الحاجات الأساسية.

وفي قلب هذا المشهد، يطفو سؤال موجع: ماذا قدّم ممثلو الغرفة التشريعية الذين نالوا ثقة الساكنة عبر صناديق الاقتراع؟ أين أنتم من معاناة المواطنين؟ أين هي المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي وُعد بها السكان؟ بأي منطق تُترك مدينة بحجم تامنصورت دون مستشفى عمومي لائق، ودون نقل حضري محترم، ودون فضاءات رياضية وشبابية تحتضن طاقات أبنائها؟

الواقع يُجيب بصمتٍ قاسٍ: لا مستشفى، لا سوق نموذجي، لا متنفس بيئي، ولا حتى حدّ أدنى من العدالة المجالية. كل ذلك في ظل توفر المدينة على كفاءات شابة ومثقفة، قادرة على حمل مشعل التغيير… لو أُتيحت لها الفرصة.

واليوم، ومع اقتراب موعد استحقاقات جديدة، يُطرح السؤال بإلحاح: هل يستمر تدوير نفس الوجوه المستهلكة؟ أم ستولد نخبة جديدة من رحم المعاناة، تؤمن بالفعل السياسي كمهمة نبيلة لا كصفقة موسمية؟

المواطن وحده، إن تسلح بالوعي والمساءلة، قادر على قلب المعادلة. آن الأوان لمحاكمة سياسية شعبية، يقرر فيها الناخبون من سيقود المرحلة المقبلة، لا بمنطق القرب والمصلحة، بل بحجم الجواب عن سؤال: ماذا فعلتم وماذا ستفعلون؟

فهل تكون تامنصورت على موعد مع اليقظة… أم تعود “حليمة إلى عادتها القديمة”؟

الجواب في الصندوق… وفي الضمير.