يعاني ميناء طرفاية منذ مدة من ظاهرة مقلقة تتجلى في تراكم النفايات والأزبال بشكل كبير وعشوائي داخل الميناء، في مشهد يسيء إلى صورة المدينة ويسيطر على محيط يعتبر حيويًا لأنشطة الصيد البحري والتجارة البحرية، ويُعد واجهة بحرية ذات أهمية استراتيجية.
وقد تحولت أرصفة الميناء، والمساحات المجاورة لحوض الرسو، إلى مكبات مفتوحة لمخلفات بلاستيكية، بقايا شباك مهترئة، عبوات زيوت، ونفايات عضوية تُركت دون أي تدخل فعلي يذكر من الجهات المعنية، في دليل واضح على تقاعس الوكالة الوطنية للموانئ بإقليم طرفاية، وكذا المسؤولين المباشرين عن قطاع البيئة البحري.
ويُجمع عدد من البحارة والعاملين في الميناء على أن الوضع أصبح غير مقبول، إذ يُلاحظ غياب شبه تام لأي برنامج منتظم لجمع النفايات أو تنظيف الميناء، مؤكدين أن الوكالة الوطنية للموانئ، بصفتها الجهة المفروض أن تضمن تدبير نظيف وآمن للمرافق المينائية، تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية عن هذه الوضعية البيئية المتدهورة.
وفي تصريحات متفرقة لعدد من الفاعلين الجمعويين والمهنيين المحليين، تم التنديد بما وصفوه بـ”الإهمال الممنهج”، والذي لا يهدد فقط المحيط البيئي البحري، بل يسيء كذلك لصورة المدينة السياحية الصاعدة، ويُعرض حياة الكائنات البحرية والطيور لخطر داهم، ناهيك عن التأثيرات الصحية المحتملة على العاملين والزوار.
ويطالب المواطنون والمهنيون الجهات الوصية، وعلى رأسها وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، بتحمل مسؤولياتها الكاملة، وإلزام الوكالة الوطنية للموانئ بالقيام بواجباتها في تدبير النظافة البيئية للميناء، وتخصيص ميزانيات كافية لإنجاز حملات تنظيف دورية وتجهيز الميناء ببنيات تحتية للتخلص من النفايات بطرق بيئية سليمة.
كما دعا متحدثون إلى ضرورة فتح تحقيق شفاف لتحديد مكامن الخلل، واتخاذ إجراءات تأديبية في حق المسؤولين الذين ثبت تهاونهم، وإشراك المجتمع المدني في مراقبة وتتبع الوضع البيئي بالميناء. 
ويبقى الأمل معلقًا على إرادة حقيقية من جميع المتدخلين لوقف هذا التدهور، وإعادة الاعتبار لميناء طرفاية كمرفق اقتصادي وبيئي مهم، يستحق رعاية خاصة وتدبيرًا مسؤولًا يتماشى مع التزامات المملكة في مجال حماية البيئة والمجال البحري.
مراسل : عزيز اليوبي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
