اكد تقرير صادر عن معهد المواطنة الكندي في أكتوبر/2023 ان ظاهرة الهجرة العكسية في ارتفاع مستمر حيث بلغت بين عامي 2017 و2019، نسبة 31% من المتوسط التاريخي.
كما أظهرت بيانات رسمية -نشرتها وكالة رويترز- البريطانية أن ما بين 80 إلى 90 ألف مهاجر غادروا كندا بين عامي 2021 و2022، في حين غادر نحو 42 ألف شخص في النصف الأول من عام 2023.
وذكرت مصادر إعلامية التي اوردت نتائج هذه التقارير ان من بين التحديات التي يواجهها المهاجر إلى كندا التعليم والصحة والسكن اللائق لان العثور على منزل من أصعب المشاكل بسبب ارتفاع كلفة الايجار ، كما أن إيجاد فرصة عمل أمر شبه مستحيل في البداية ولفترة ربما تمتد لسنوات.
وفي هذا السياق تشير ذات المصادر إلى أن مهاجر سوري تخرج من الجامعات السورية،تخصص الهندسة المعمارية ثم عمل مهندسا في شركة استشارية في دولة خليجية لـ14 عاما، لكنه حين قدم إلى كندا لم يستطع الاستفادة من خبراته السابقة في سوق العمل ،حيث وجد نفسه مضطرا لتعديل الشهادات والحصول على ترخيص العمل، أو تعديل المهنة وتغييرها بالدراسة في كندا، أو بالحصول على خبرة عمل كندية وهو “شيء شبه مستحيل” مما دفعه الى العمل في التجارة والتوصيل وكعامل بناء .
وتضيف نفس المصادر أن المهاجر السوري قرر بعد المعاناة في بلد المهجر المغادرة والعودة إلى بلاده الاصلي بعد أن تبين له الفرق الشاسع بين الحلم الكندي كما تروجه وكالات الهجرة والواقع الفعلي لحياة المهاجرين في المدن الكندية خاصة تورنتو وكبيك الناطقة بالفرنسية.
من جهة أخرى أكد عدد من المهاجرين الذين فضلوا العودة إلى بلدانهم الأصلية أن مما يدفع البعض إلى التفكير الجدي في المغادرة ما يصفه بـ”التطرف” في نشر ثقافة المثلية الجنسية في المدارس العامة وفي سن جد مبكرة، إلى جانب عدم القدرة على الاندماج الثقافي في المجتمع الكندي وضعف الأنشطة الثقافية لضعف الجالية العربية مقارنة بالجاليات الأخرى.
واشاروا الى العديد من التحديات الجدية التي واجهوها في مقدمتها التضخم الذي شهد تصاعدا كبيرا حتى بلغ معدله السنوي 5.7% في فبراير2022 وهو الأعلى منذ شهر غشت 2009، مضيفين إلى أنّ معدّل الإيجار الشهري المطلوب في الشهر بلغ خلال سنة 2023 حوالي 2078 دولارا، أي أعلى تقريبا بـ9% من الإيجار في عام 2022.
وأوضحوا أن استقبال كندا لأعداد غير مسبوقة من المهاجرين منذ سنة 2022 تسبب في أزمة السكن والتعليم والصحة والاستفادة من بعض الخدمات الأساسية كتعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها عبر منظمات الدعم المجتمعي، وهو ما ينعكس على قدرتهم على الدخول في سوق العمل على سبيل المثال.
ووفق أرقام هيئة الإحصاء الكندية، فإن البلاد تستقبل عادة ما بين 200 و300 ألف مهاجر كل عام، غير أن هذه الأرقام ستتزايد مع خطة الهجرة 2024-2026 التي تضمنت قبول 500 ألف وافد جديد كل عام تقريبا.
وتولي الحكومة الكندية أهمية فائقة لملف الهجرة، حيث شكل المهاجرون 90% من نمو القوى العاملة الكندية و75% من النمو السكاني عام 2021، في حين تشير بعض التقديرات إلى أن الحفاظ على مستوى المعيشة الحالي أو زياده.في كندا يحتاج إلى نصف مليون مهاجر سنويا.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.