لم يعد سجن الوداية ضواحي مراكش مجرد مؤسسة عقابية، بل أصبح يضم بين جدرانه عددًا متزايدًا من المنتخبين المحليين الذين تورطوا في قضايا فساد، تواطؤ، وجرائم مختلفة، ما يثير تساؤلات حول طبيعة المشهد السياسي المحلي ومدى استغلال بعض المسؤولين لنفوذهم في أنشطة غير قانونية.
آخر الملتحقين بهذا “النادي الأسود” كان رشيد التمادلي، المعروف بلقب “الشينوي”، نائب رئيس مقاطعة جيليز، الذي قررت المحكمة متابعته في حالة اعتقال بتهم خطيرة تتعلق بالمشاركة في ترويج المخدرات وإخفاء شخص مبحوث عنه، بعد الاشتباه في تستره على المجرم الخطير “الزائر” داخل مستودع للأجور يملكه بمدينة تامنصورت.
لكن “الشينوي” ليس الوحيد، فقد سبقه إلى الزنزانة منتخبون آخرون، تورطوا في ملفات فساد وتلاعبات مالية واستغلال النفوذ، إضافة إلى قضايا مرتبطة بتبييض الأموال والتواطؤ مع شبكات الجريمة المنظمة. هذه الاعتقالات المتتالية تطرح علامات استفهام كبرى حول مدى انتشار الفساد داخل المؤسسات المنتخبة، وعلاقة بعض المنتخبين بمراكز النفوذ الإجرامية، خصوصًا في ظل تنامي قضايا المخدرات والتستر على المطلوبين.
سجن الوداية لم يعد مجرد مكان لاعتقال المجرمين العاديين، بل بات عنوانًا جديدًا لسقوط منتخبين خانوا ثقة المواطنين، واستغلوا مواقعهم لخدمة أجندات غير قانونية. ومع استمرار الاعتقالات، يبقى السؤال مطروحًا: هل نحن أمام حملة تطهير حقيقية لمشهد سياسي فاسد، أم أن القادم أسوأ؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.