في زمن الحكامة… الدولة ترصد 360 مليون سنتيم لتجهيز “فيلا” عامل سيدي إفني

voltus4 يوليو 2016آخر تحديث :
في زمن الحكامة… الدولة ترصد 360 مليون سنتيم لتجهيز “فيلا” عامل سيدي إفني

مرة أخرى، تتثار قضية هدر أموال الشعب في سفاسف الأمورٍ، وتضيع معها آمال الشعب في تطوير عجلة التنمية بهاته البلاد، موضوع الحديث في هاته الأفتتاحية، يحيلنا إلى قضية رصد 360 مليون سنتيم من ميزانية وزارة الداخلية من أجل تجهيز إقامة سعادة عامل سيدي افني، مبلغ بالطبع لا يختلف إثنان في ضخامته، وعن جدوى تخصيص أصحاب القرار، لهذا المبلغ الضخم، من أجل إقتناء حاجيات عبارة عن  مستلزمات أفرشة ومواد تجهيزية لفائدة “فيلا” سعادته، في وقت كان فيه من الأجدر أن يتم تجاوز هاته النازلة، عبر تخصيص الحد المقبول من المال العام، مما يقبله العقل والمنطق، وكفى المومنين شر القتال.

الجميع متفق، على أن هذا المبلغ المحترم، لو تم برمجته في اقتناء مواد طبية أو اليات نفيعة كاليات الخياطة لفائدة الجميعات النسوية او تثمين زراعة الصبار في جبال ايت بعمران، او حفر ابار في دواوير تعاني العطش، لكان وقعه سيكون أعم وأنفع، وبالتالي يكون مسوؤلونا قد أصابوا عين العقل في ترشيد النفقات  والحكامة الجيدة، التي لازالت حلما بعيد المبتغى في ظل ما نعيشه من تبذير فضيع للمال العام.

إقليم سيدي افني، وعلى غرار باقي أقاليم المغرب الغير النافع، لم ينل بعد حضه من التنمية المنشودة، إذ لازال يعيش على وقع خصاص كبير في البنيات التحيتة والتجهيزات الأولية، ولازال ساكنة هذا الإقليم،ينتظرون تفعيل مجموعة من الوعود التي قطعها المسوؤلون على أنفسهم ، حين انتفض ساكنة ايت باعمران قبل سنوات خلت، ضد الحكرة والتهميش،و خاضوا إنتفاضة الكرامة المطالبة بالرقي بأوضاع الساكنة والنهوض بالوضع الإقتصادي الهش بهذا الإقليم الفتي.

المئات من شباب ايت بعمرا، غادروا مدينتهم، وساحوا في أرض الله الواسعة بحثا عن فرص أفضل للعيش، متفرقين بين مدن الجنوب وشمال المملكة، كما بادر العديد من شباب اليوم، الى المخاطرة بالنفس وركوب قوارب الموت بحثا عن غد أفضل، وهروبا من اقع مزري أليم، يحبط كل امانيهم في العيش الكريم.

لعل من يسمع بمثل هاته القرارات التي تنفذ بجرة قلم، من قبيل المصادقة على اقتناء افرشة ومعدات لفيلا سعادة العامل أو الوالي أو أي مسؤول سام بهاته المبالغ الخيالية، لا يسعه إلا ان يتخيل نفسه، أنه يتحذر من بلد يعيش أهله في بحبوحبة من العيش الرغيد وله احيتاطات كبيرة من العملة الصعبة، يضاهي ما تنعم به الدول المتقدمة من تطور اقتصادي، والحال أن الغالبية العظمى من ساكنة ايت باعمران كما هو حال غالبية فقراء هذا الشعب، يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية، مطوق بحلقات موسمية حلزونية، ممتدة من أزمة السكن وغلاء مصاريف الماء والكهرباء، الى مصاريف الدخول الدراسة والعطل

بقلم:سعيد بلقاس


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading