انطلاق فعاليات ندوة علمية حول “الماء والتراث: الهوية المغربية تجمعنا” بتارودانت :

متابعة : هشام افضيلي 

انطلقت يوم الخميس 6 فبراير 2025 أشغال اليوم الأول من الندوة العلمية “الماء والتراث: الهوية المغربية تجمعنا”، التي تحتضنها الكلية متعددة التخصصات بتارودانت التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير.

وقد افتُتحت الندوة العلمية بكلمات ترحيبية من عميد الكلية متعددة التخصصات بتارودانت الدكتور حسن حمائز واللجنة المنظمة لهذا الحدث العلمي البارز تحت رئاسة الدكتوراه لمياء بنجلون، حيث تم التأكيد على أهمية اللقاء في مناقشة القضايا المرتبطة بالماء، باعتباره موردًا استراتيجيًا يواجه تحديات بيئية واقتصادية متزايدة.

وقد تناولت الجلسة الأولى البعد الثقافي والتراثي للمياه، حيث تمت مناقشة دور الماء في تشكيل الهوية الثقافية، وأبعاده الرمزية والدينية في المخيال الشعبي.

كما طُرحت إشكاليات مرتبطة بتأثير التغيرات المناخية على الفئات الهشة، خاصة النساء في المناطق القروية، اللاتي يعانين من صعوبة الوصول إلى الموارد المائية.

في السياق ذاته، سلطت بعض المداخلات الضوء على المعتقدات الشعبية المرتبطة بالمياه، ومدى تأثيرها على سلوكيات الاستهلاك والتدبير، ما يعكس العلاقة العميقة بين الثقافة وإدارة الموارد الطبيعية.

وقد خصصت الجلسة الثانية لدراسة تمثلات الماء في الفنون والثقافة، حيث تم التطرق إلى دور السينما في تسليط الضوء على التغيرات المناخية، وكيفية توظيف الصورة السينمائية في التعبير عن أزمة المياه.

كما تم تقديم قراءات أكاديمية حول حضور الماء في السرد الفيلمي المغربي، إضافة إلى دراسة رمزيته في الثقافة الأمازيغية.

وقد ركزت الجلسة الثالثة على التحديات البيئية والاستراتيجيات المجتمعية للحفاظ على الموارد المائية.

وقد تطرقت المداخلات إلى أهمية دور المجتمع المدني في حماية التراث المائي، والاستفادة من الخبرات التقليدية في التكيف مع التغيرات المناخية.

كما ناقش المتدخلون استخدام التكنولوجيا في إدارة الموارد المائية، من خلال عرض نماذج تعتمد على التقنيات الجيوفضائية في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والجفاف.

كما تم التأكيد على ضرورة تحمل المسؤولية الجماعية في الحفاظ على الموارد المائية، سواء على المستوى الفردي أو المؤسساتي.

وقد اختُتم اليوم الأول بحوار مفتوح بين الحاضرين، الذين شددوا على أهمية التوازن بين المعرفة التقليدية والابتكار التكنولوجي في تدبير المياه.

وتم أيضا إبراز أهمية تعزيز البحث العلمي والتوعية المجتمعية لضمان استدامة الموارد المائية.