النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
رغم خُفوتها بين الحين والآخر، مازالت ظاهرة جمع أفواج من “المشردين والمختلين عقليا” ونقلهم مسافات بعيدة إلى مدن هامشية يثير النقاش بين المواطنين المغاربة؛ وهو ما تجدد فقط، قبل أيام، بمدينة تامنصورت التي اشتكى فعاليات جمعوية و مواطنيها من “إغراق” أحيائهم بهذه الفئة.
وحسب ما رصدته جريدة النهار نيوز المغربية ضمن منشورات متعددة على مواقع التواصل فقد أثار الموضوع “مشاعر غضب وحنَق” واضحين لدى الفاعلين المعنيين، مؤكدين أنها “ليست أول مرة يتم فيها هذا الفعل”؛ فيما سارع حقوقيون إلى “قرع جرس الإنذار” بخصوص تفاقم الوضع.
وتعود الوقائع إن
عدد المختلين عقلياً ارتفع بشكل ملحوظ بالمدينة في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يهدد حياة السكان، خاصة أن بعضهم يقومون بسلوكيات خطيرة تهدد سلامة الأفراد والممتلكات”، منبها إلى أن “وجود المختلين نفسيا وعقليا أضحى أمرا روتينيا دون أن تتدخل السلطات المعنية”.
“مجال الصحة العقلية والنفسية بمدينة تامنصورت و مراكش لا يحظى بالاهتمام الكافي رغم ارتفاع نسبة الأمراض النفسية والعقلية والانتحار، كما أن السياسة الصحية في هذا المجال تبدو قاصرة عن توفير الرعاية الكافية للمرضى النفسيين والعقليين وحمايتهم”، يورد المصدر ذاته.
من جهتهم، أجمع نشطاء محليون على أن العملية بمثابة “جريمة ترحيل قسري”، فيما عبر آخرون عن تخوفهم من تزايد عدد “المختلين عقليا” قرب منازلهم وفي الشوارع التي باتت لا تخلو منهم، منبهين إلى “ميول بعضهم إلى العنف وردود فعل غير محسوبة العواقب”، مشتكين في إفادات للجريدة من تفاقم الظاهرة بالمدينة.
عتيقة، سانديكة محلية بتامنصورت ، أكدة في حديث مع النهار نيوز المغربية انها شاهَدة واقعيا عددا من المختلين عقليا أمام الإقامة بمنطقة الجوامعية، معلقتا بالقول: “هؤلاء نَقلوهُم من مدينة اخرا، وأتوْا بهم ليَرْمُوهُم في مدخل تامنصورت…”.
وأضافت السيدة ذاتها: “إنهم يقومون بتصرفات غريبة ويتعرّى بعضهم في الشارع العام، و’فيهوم اللي هاز أداة حادة وكيْخلع العيالات’، وهناك منهم من يرمي الناس بالحجارة…”، مؤكدة في تعليقها أن “تنقيل شخص بشكل قسري هو جريمة إنسانية،
أكد احد “ الفيسبوكيين ” أنه “يتابع عن كثب انتشار ظاهرة المرضى النفسيين والمختلين عقليا، الذين لا تكاد تخلو شوارع مدينة تامنصورت منهم”، مشددا على أنه “يدق ناقوس الخطر ويطالب إلى جانب العديد من الفاعلين الحقوقيين والجمعويين، وكذا عدد من النشطاء الغيورين على المدينة الذين أطلقوا نداءات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بأن تتحمل الجهات المختصة، من وزارة الصحة والسلطات الإقليمية والمحلية والسلطات المنتخبة مسؤوليتها في هذا الموضوع، وبضرورة نقل هذه الفئة التي تشكل خطرا على نفسها وعلى الآخرين إلى مراكز الإيواء الخاصة بها، من أجل حمايتها والاهتمام بها
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.