لعل حجم الخسائر التي لحقت بمنطقة سموكن وحجم الدمار و عدد الموتى و المفقودين ، انسانا حجم الألم الذي عاشته قرية هادئة غير بعيد من المنطقة .
امتضي القرية الهادئة و دات الجدب السياحي و المعروفة بكرم أهلها و تشبتهم بالأرض، عاشت بدورها فصول حكاية دمار شامل بفعل السيول الجارفة نهاية الأسبوع الماضي .
امتضي التابعة اداريا لاقليم كلميم و دائرة بيزكارن، عاشت ليلة الرعب نفسه الذي عاشته باقي المناطق المجاورة ، ورغم أن القرية لم تنل حضها في التغطية الإعلامية نظير ما حصل باقليم طاطا ، إلا أن حجم الدمار الشامل لا يكاد يقل عن جارتها سموكن التابعة اداريا لدائرة اقا اقليم طاطا.
عديد من البيوت هدمت و واحة جرفتها السيول و خسائر مادية كبيرة لحقت المنطقة والساكنة ، و الحمد لله ان الآلطاف الإلهية حالت دون تسجيل خسائر في الأرواح، لتعيش القرية لخمس أيام كاملة خارج العالم الخارجي بعد ان انهارت الطرقات و المنازل و اتلفت شبكات المياه الصالح للشرب و الكهرباء و الهاتف . في ليلة مرعبة غطت خلالها السيول الجارفة المنطقة و وجد أهلها انفسهم محاصرين .و جماعة امتضي هي إحدى مشيخات المملكة المغربية، تتبع جغرافيا لإقليم كلميم وإداريًا لامتدي. يقدر عدد سكانها بـ 1768 نسمة حسب الإحصاء الرسمي للسكان والسكنى لسنة 2004. وهي اكثر كثافة سكانية نضير جارتها سموكن التابعة لجماعة تمنارت باقليم طاطا.
تقع واحة أمتضي في فج بين جبال صخرية و تطل عليها قرية امتضي و المكونة من دوارين : دوار اكلوي (aglouy) ودوار ايد عيسی۔قرية تجمع بين الارث التاريخي وعراقة الماثر العمرانية و المناظر الطبيعية الخلابة.
اقام سكان المنطقة مخازن جماعية تدعی ايكودار (igoudar) و هي حصون منيعة لحماية ممتلكاتهم و مدخراتهم : اكادير ايدعيسی (agadir idissa) أحد المخازن تم بناءه فوق قمة الجبل بشكل مستطيل و تعلو زواياه ابراج للمراقبة و له اطلالة بانورامية علی دوار ايدعيسی۔ علی بعد 1000 متر يقع دوار اكلوي (aglouy) بمخزن باربع طوابق كتاج مرصع يطل علی الدوار (الحي).
تقع واحة امتضي في فج بطول 3 كيلمترات باشجار نخيل باسقات و مساحات هنا و هناك للفلاحات الموسمية.
قرية امتضي تشتمل علی كل مقومات الجمال الطبيعي فهي تشكلة فنية بين الماء و الخضرة و تصلبات طينية عالية توحي بتدفق شلالات من المياه قبل عهد قريب ،مما يٶهلها لتكون مقصدا للسياح المغاربة و الاجانب الذين سيكتشفون الوادي بمناظره البهية و عيونه الرقراقة التي تسيل نحو الحقول و بحيراته الصغيرة التي تعيش فيها أسماك المياه العذبة۔ إضافة إلى طيبوبة أهلها و كرمهم و ترحيبهم بالضيف فهي منطقة سياحية نتمنى إعادة الاعتبار إليها بعد هذه الفاجعة حتى تصبح منطقة سياحية يمكن استغلالها عن طريق السياحة الايكولوجية الواحية بجنوب المغرب .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.