زكية شفيق
تعيش مجموعة من الدواوير التابعة لجماعة سيدي العايدي إقليم سطات في الآونة الأخيرة على وقع تخوفات من أزمة عطش والتي باتت تهدد الأمن الاجتماعي بالمنطقة و هو الموضوع الذي يتطرق له السيد عامل الإقليم ابراهيم ابو زيد في جميع الاجتماعات و التظاهرات المقامة ، حيث جعلت سكان دواوير الكلالشة 1،الكلالشة 2و الخضاضرة و دوار اولاد صالح يلاحظون تراجع منسوب المياه في الآبار المعدة للشرب أمام صمت الجهات المعنية المطالبة بتوفير حلول فورية للمشكل الذي بات يؤرق الساكنة والفلاحين الصغار ، سيما أن المنطقة أصبحت وجهة مفضلة للمستثمرين في زراعة الجزر بفعل تقنينه في أقاليم أخرى وبالتالي تزايدت المساحات المزروعة بهذه الجماعات بشكل لافت مما يحتم على السلطات الإقليمية ووكالة الحوض المائي إصدار قرار يقضي بتقنين العملية وتقليص المساحة المسموح استغلالها في زراعة الجزر إضافة إلى استعمال العدادات بالآبار المرخصة، وهدم غير المرخصة.
ووجد عدد من كبار الفلاحين في مناطق بورية أرضية خصبة لزراعة الجزر التي تزايدت خلال السنوات الأخيرة ومعها تكاثرت عمليات الحفر العشوائي للآبار، والتي كان لها أثر كبير على استنزاف الموارد المائية بالمنطقة حيث يتبين من خلال المعطيات المتداولة في أوساط الفلاحية والسكانية ، أن المساحات المزروعة المخصصة للجزر عرفت تطورا كبيرا ونوعياً. لكن هذا التطور تم على حساب الاستغلال البشع للمياه الجوفية والسطحية وتحت أنظار السلطات المحلية ووكالة الحوض المائي، و يجد المسؤولون أنفسهم أمام مجموعة من الخيارات للحد من أزمة تراجع الفرشة المائية في غياب سياسة مائية بتعدد المتدخلين في هذا المجال، وغياب تنقيط المخطط الوطني حول الماء، الذي سجل انخفاضا خطيرا على مستوى منسوب المياه في الفرشة المائية، الشيء الذي يهدد بجفاف العديد من الآبار ويأثر سلبا على المزروعات المعيشية وكذا على الماء الذي يستعمله سكان الدواوير المذكورة للشرب خاصة مع قلة التساقطات المطرية، وهذا ما دفع ساكنة هذه الدواوير ينتفضون قي وجه الجهات المعنية بشكل حضري و ذلك عن طريق شكاية و تقديم عريضة و رفعها الي السيد عامل الإقليم أولا متبوعة بعدد من الجهات كوكالة الحوض المائي ابن سليمان و مديرية التجهيز و النقل و اللوجستيك و الماء وقيادة سيدي العايدي و جماعة سيدي العايدي، و ذلك قبل شروع الفلاحين الكبار او صحاب خيزو يبتدؤون عمليتهم السقوية بداية شهر أكتوبر، وجدير وبالذكر أن عملية غسل الجزر تتسبب في استنزاف آلاف الأطنان من مياه الآبار التي يتم تبذيرها بعد جنيه .
إن زراعة الجزر تعتبر الأكثر استهلاكا للماء من بين المزروعات الفلاحية فخلال هذه السنة عمد عامل إقليم سطات على دق ناقوس الخطر بسبب استنزاف الفرشة المائية ببعض الجماعات الترابية .
فعمالة سطات مطالبة اليوم قبل فوات الأوان بالتدخل العاجل لتقنين وحماية المياه الجوفية من الاندثار والتلوث والمياه السطحية من الاستغلال المفرط وخارج إطارالقانون أمام غياب شبه كلي للحوض المائي التابع له إقليم سطات…
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.