بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، اكادير، يوليوز،2024.
قد لا اتفق مع الرجل ومع توجهاته وحتى تصريحاته وهو يخاطب المغاربة بشكل فج ،
لم استطع ان امحو صورته وهو يجالس زعيم البوليزاريو ارضاء للجزائر غير آبه بمشاعر المغاربة .
قد لا اتفق مع جماعته وهي تسقط في فخ الاسرائيليين في 2007 حين سلمتهم غزة هبة اسرائيلية لخلق الشرخ في الصف الفلسطيني بإعلان دولة وسط دولة ونظام وسط نظام و حاكم لا يعترف بحاكم …
لكن من زاوية المتتبع ، يمكن لأي جهة في اي صراع ان تفتخر بقائد مثل إسماعيل هنية رحمة الله عليه ، مؤمن بقضيته ، حريص على دينه ، واهبا كل أسرته و نفسه لقضيته ، ويستشهد الابناء قبل شهور قليلة في قلب غزة ، و يلتحق بهم في قلب إيران . فتلك ساحة حرب و تلك ساحة حرب ،مادامت إيران خلف حماس هنا وهناك .
رجل قائد يقود مفاوضاته مع كل الاطراف من قطر ، ليس في سياحة وبحبوحة عيش كما يدعي البعض او كما يروج خصومه ، بل كان صلة وصل بين المقاومة و السياسة ، بين الميدان و ما يدار خلف الكواليس .
هو مكسب لكل الاطراف لحماس في الميدان و لاسرائيل وامريكا وكل العالم في قنوات التفاوض ،
الثلاثاء الماضي أعلنت حركتا «فتح»، و«حماس» و12 فصيلاً فلسطينياً، في بكين، اتفاقاً على المصالحة يقضي بتحقيق «الوحدة الوطنية» في إطار «منظمة التحرير الفلسطينية» وتشكيل «حكومة موحدة» بعد الحرب.
وبحسب ما أفاد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بعد توقيع الاتفاق، فإن «أهم نقطة هي الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة» تتطرق لملف ما بعد الحرب.
تقرر الاستمرار في متابعة تنفيذ اتفاقات إنهاء الانقسام بمساعدة مصر والجزائر والأصدقاء في جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، وفق الالتزام بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، طبقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخصوصاً قرارات 181، 2334 وضمان حق العودة طبقاً لقرار 194،
ولا حديث هنا عن اي دور لإيران …فهل غابت ام غيبت ؟ وهل هذا الاتفاق يخدم مصالحها في المنطقة ام يضعفها مقابل تواجد روسي ؟
كيف لهجوم 7 اكتوبر ،وما تلاه من ابادة جماعية ان ينهي الحرب على غزة بوحدة صف فلسطيني ؟ و عند اسرائيل سيحدث التشردم و الصراع وعودة نقاش وضع الدستور لقيام دولة مدنية .
السؤال اليوم : لمصلحة من يتم نسف الجبهة المفاوضة بقتل رمزها المرحوم اسماعيل هنية ؟
لمصلحة من يتم اغتيال احد ابرز اطراف اتفاق بيكين ؟
هل تملك حماس واسرائيل قناة أخرى للتفاوض والحوار بعد مقتل هنية ؟
لماذا كل العمليات الاسرائيلية تبدو سهلة و بسيطة على الاراضي الإيرانية ومستعصية في مناطق ودول اخرى وفي مقدمتها غزة ولبنان ؟
إسرائيل قطعت مع كل شيئ له علاقة بالاعراف الدولية ،وهي تكمل جريمتها ، بعد حرب إبادة، الآن الإغتيالات السياسية ، وعلى إيران ان تقر ان حتى ما وقع لرئيسها في حادثة طائرة فعل مدبر .
ندعو بالرحمة و المغفرة للمرحوم /الشهيد اسماعيل هنية ، وعزائنا لكل الشعب الفلسطيني في هذا المصاب الجلل .
ورحمة الله على كل شهداء فلسطين في القدس و و الضفة الغربية والقطاع .
صدق من قال ، لا خطر على الاسلام من باقي الديانات ،كل الخطر من الفرق التي تنبعث من داخل الإسلام .
وستبقى إيران أكبر تهديد للإسلام والمسلمين ، و مقتل هنية على ارضها بعد اتفاق بكين يفتح باب التأويلات في العلاقة بين إيران و إسرائيل بالمنطقة .
فهل تعتبرون ؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.