الكاتب الإعلامي والناشط الحقوقي عبد المجيد الإدريسي
أيها السادة، ما حدث في مهرجان مراكش تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس ليس مجرد حدث عابر أو زلة فنية، بل جريمة مكتملة الأركان بحق القيم الإسلامية، والمبادئ الأخلاقية، والهوية المغربية. نحن أمام مشهد مخزٍ يُصنف دون مواربة كخيانة للأمانة التي وُكلت للمسؤولين عن هذا المهرجان، وجرأة على تطبيع الانحلال الأخلاقي تحت غطاء الفن والثقافة.
عبد الله الطايع… حامل لواء الفساد الأخلاقي
في مشهد سافر، صعد عبد الله الطايع، مخرج فيلم يدافع عن المثلية، ليُعلن أمام جمهور مغربي ومسلمين أنه يناضل من أجل تمرير هذه الأفكار الشاذة داخل المجتمعات العربية. وبكل جرأة، لم يكتفِ بالترويج لهذا الانحراف، بل ادعى أن ذلك نضال من أجل الحرية وحقوق الإنسان. لكن عن أي نضال تتحدث؟ وهل أصبح التشجيع على الفسق والرذيلة قضية تستحق التصفيق؟
أين إمارة المؤمنين؟ أين المؤسسات؟
هل وصلت الأمور إلى هذا الحد من الجرأة حتى يتم استخدام الرعاية السامية كغطاء لتمرير مشاريع تخريبية تهدم القيم الإسلامية؟ أين إمارة المؤمنين التي تمثل الحصن الحصين للدين والأخلاق؟ أين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؟ أين المؤسسات الحقوقية والإصلاحية التي تنادي بحماية الأسرة والمجتمع؟
صمتكم اليوم ليس إلا شراكة واضحة في هذه الجريمة. من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس. من سمح بمرور هذا العرض في مهرجان يُنظم باسم الوطن وتحت رعاية أعلى سلطة في البلاد، هو شريك في ضرب الإسلام والقيم المغربية.
عار على الجميع
عار على كل من حضر وصمت.
عار على كل من صفّق لهذا الانحدار وكأنه انتصار.
عار على كل مسؤول سمح لهذه الكارثة أن تُعرض في مهرجان يُقام تحت غطاء الرعاية الملكية.
منحتم منصة لشخص اعترف علنًا بأنه يدافع عن انحراف أخلاقي، وبدلًا من أن تتم محاسبته على إساءته لمجتمعنا، تُرك له المجال لتمرير أفكاره الشاذة.
تهديد للأمن الأخلاقي والاجتماعي
إن مثل هذه الأحداث لا تهدد قيمنا فحسب، بل تضرب في عمق الأمن الاجتماعي. تطبيع الانحراف الأخلاقي، وتقديمه كجزء من الفن والثقافة، هو خيانة للأجيال القادمة التي ستكبر على تشويه المفاهيم الدينية والإنسانية.
رسالة إلى المسؤولين: أنتم في قفص الاتهام
نقولها بصراحة ووضوح:
• أين ضميركم؟
• أين دوركم في حماية هوية هذا الشعب المسلم؟
• كيف تسمحون لهذه المهزلة أن تمر في مهرجان يُفترض أنه يمثلنا؟
إن الترويج للمثلية على أرض المغرب، وبهذا الشكل الفاضح، ليس فقط خروجًا عن الدين، بل هو تحدٍّ مباشر لقيم الشعب وأخلاقياته.
إلى الملك محمد السادس: سحب الرعاية واجب أخلاقي
جلالة الملك، إن استمرار رعاية المؤسسة الملكية لهذا المهرجان دون محاسبة من سمحوا بهذا الانحراف، هو طعنة في قلوب المغاربة الذين يؤمنون بقيادتكم كحامية للدين والأخلاق. يجب أن يُسحب هذا الشرف فورًا، وأن يُحاسب كل من تورط في السماح لهذه الجريمة بالحدوث.
إلى أين؟
إننا أمام مفترق طرق خطير. إما أن نتصدى لهذه الخيانات الواضحة، أو نقبل بانهيار قيمنا وأخلاقنا. السكوت لم يعد خيارًا، والتحرك أصبح واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا.
هذه لحظة الحقيقة، فلننظر في المرآة ولنقرر: هل سنبقى صامتين حتى تُمحى هويتنا تمامًا؟ أم أننا سنقف وقفة الرجال دفاعًا عن ديننا، أمتنا، وأجيالنا القادمة؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.