نادية ملاس
مع ظهور موجة الحر بمناطق الجنوب المغربي تزدهر السياحة الداخلية والخارجية الى مدن الجنوب وعلى رأسها مراكش الحمراء قبلة السياحة العالمية ، وتبقى ساحة جامع الفناء رمز الرواج السياحي بالمغرب حيث تتجمع كل الجنسيات وكذا السياح المغاربة في هذا الركن الشعبي الذي تتجمع فيه الألوان واللغات ، لإحياء الفرجة والرقص على نغمات الأهازيج من كل جهات المملكة وتلتقط لنفسها صورا للذكرى ورسم الفرحة .
هذه هي جامع الفناء التي كنا نعرفها سابقا ، وأما اليوم فقد تحولت الى مطعم كبير يكاد يكون غير منظم يشبه “الموسم ” البدوي فلا تسمع الا صيحات التبريح من كل مكان وروائح الشواء والطاجين وأدخنة الأكل تملأ فضاء جامع الفناء فيخيل إليك أنك في ساحة لموائد الرحمان في رمضان حتى إن بعض السياح تشمئز أنوفهم من حدة الطبيخ وهم في الأصل شعوب غير أكولة ، فلا تكاد ترى مظاهر الحلقة ونماذج أخرى من ثقافات جهاتنا الغنية بالثراث والتي من أجلها جيء بالسياح الدوليين ومن أجلها صنفت جامع الفناء ضمن مآثر وثقافات اليونيسكو ، تجري هذه المناظر البشعة أمام أعين شرطة السياحة وإدارة وزارة السياحة وأعضاء المجلس البلدي لمراكش ، وأما الطامة الكبرى فهي الدليل السياحي الذي اختفى تم تعويضه بصغار في سن العاشرة يعترضون قوافل السياح في استفزاز صارخ ينضاف إليهم لصوص الإزدحام والمتسللون الى جيوب السياح .
فحتى تبقى جامع الفناء تحافظ على اسمها لأنه مكسب للمغاربة جميعا فعلى من يهمهم أمر السياح وأمر وجه المغرب ثراثيا واجتماعيا التحرك لوقف هذا النزيف الضار الذي سيؤثر مستقبلا على إسم مراكش وقد تفقد جامع الفناء منصتها ومقعدها داخل اليونسكو .
