تعطيل مشاريع الصرف الصحي بتديلي مسفيوة يُغضب الساكنة.. والتيجاني يُراسل عامل إقليم الحوز

محرر الموقع19 أبريل 2025Last Update :
تعطيل مشاريع الصرف الصحي بتديلي مسفيوة يُغضب الساكنة.. والتيجاني يُراسل عامل إقليم الحوز

يتساءل عدد من سكان جماعة تديلي مسفيوة بإقليم الحوز عن مصير مجموعة من المشاريع البيئية المهمة، التي ظلت منذ سنوات في طور الإنجاز، والتي كانت تهدف إلى تحسين ظروف العيش وتوفير خدمات الصرف الصحي لفائدة ساكنة أربعة دواوير: أغبالو، تمكونسي، تيزي الفوقانية، وتبزي التحتانية.

هذه المشاريع التي شكلت جزءًا من اتفاقية شراكة مبرمة سنة 2019 بين الجماعة والمديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، تمت المصادقة عليها من طرف المجلس الجماعي السابق بتاريخ 6 مارس من نفس السنة، وتم التأشير عليها من قبل السلطة الوصية. وبموجب هذه الاتفاقية، التزمت المديرية بتمويل المشروع بما قدره 6.08 مليون درهم، بهدف حماية البيئة وتعزيز السلامة الصحية للسكان. غير أن تنفيذها عرف توقفًا غير مبرر، رغم توفر التمويل والدراسات التقنية، وهو ما أثار استياءً متزايدًا في أوساط الساكنة.

ويُعزى تأخر الإنجاز، حسب متابعين للشأن المحلي، إلى غياب المبادرة المطلوبة من طرف الرئيس الحالي للجماعة، رشيد راسو، الذي لم يُبادر – وفق تعبيرهم – إلى تحريك الملف وتنزيل بنود الاتفاقية على أرض الواقع، رغم مرور أزيد من ثلاث سنوات على بداية الولاية الحالية. وقد أشار متتبعون إلى أن المقاربة التي يعتمدها الرئيس في تدبير هذا الملف تطغى عليها الحسابات الحزبية والشخصية، في ظل ما يُوصف بتعامل انتقائي مع مكونات المجلس وساكنة الدواوير.

وفي هذا السياق، وجّه الرئيس السابق للجماعة، محمد التيجاني، رسالة رسمية إلى عامل إقليم الحوز، دعاه فيها إلى التدخل لتنبيه الرئيس الحالي بضرورة تفعيل التزامات الجماعة ضمن اتفاقية الشراكة، وتجاوز حالة الجمود التي تعرفها مشاريع الصرف الصحي ومحطات معالجة المياه العادمة، خاصة في دواوير تمكونسي، وتيزي الفوقانية، وتبزي التحتانية، التي ما تزال تعاني من آثار بيئية وصحية بسبب غياب هذه البنيات التحتية الأساسية.

واللافت أن دوار أغبالو وحده استفاد جزئيًا من المشروع، بعد تنفيذ صفقة عمومية أشرف عليها المجلس الجماعي السابق، بناءً على تسبيق مالي من الغلاف الإجمالي للاتفاقية، في حين ظل باقي الدواوير خارج نطاق التنفيذ، مما فاقم معاناة الساكنة مع الحشرات الضارة والروائح الكريهة الناتجة عن انتشار المياه العادمة.

من جهة أخرى، لم يكن مشروع الصرف الصحي هو الوحيد الذي عرف تعثرًا، بل شمل التأخير أيضًا مشروع تجهيز الملعب الجماعي بالعشب الاصطناعي، الممول من طرف وزارة الثقافة والشباب والرياضة بمبلغ قدره 3 ملايين درهم، بناء على اتفاقية شراكة صادق عليها المجلس السابق سنة 2021.

ومقابل هذه المشاريع المتعثرة، تشهد الجماعة بعض الدينامية في مشاريع لم تكن الجماعة آمرة بصرفها، مثل مشروع بناء طريق تكرضي على مسافة 7.5 كلم من طرف مجلس جهة مراكش آسفي، ومشروع تأهيل الطريق بين إغيل نوزمور ومركز الجماعة المبرمج من طرف وزارة التجهيز، إضافة إلى مشروع بناء الثانوية التأهيلية بمركز الجماعة باتفاقية مع وزارة التربية الوطنية.

لكن رغم هذه المبادرات، تُجمع فعاليات محلية على أن مواصلة التراخي في تنفيذ المشاريع البيئية الأساسية التي تُعنى بها الجماعة مباشرة يُهدد بتضييع مكتسبات مهمة، ويُعمق فجوة الثقة بين الساكنة والمؤسسات المنتخبة، في وقت كانت الجماعة تُمنّي النفس بإطلاق مشاريع إضافية في مجالات الصحة، الشباب، والطرق.

فهل تتحرك الجهات المعنية لتدارك هذا التأخر؟ وهل يبادر المجلس الحالي إلى إعادة الاعتبار للأولويات الحقيقية للساكنة؟ أسئلة مفتوحة تنتظر إجابات ميدانية قبل فوات الأوان.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading