يقول الأميركي «مالكوم إكس»: إن تكن فطنًا، فإن الإعلام سيجعلك تكره المظلومين وتحب من يمارس الظلم!
ويقول سعيد تقي الدين: الرأي العام بغل كبير!
والسبب في قوله أن الرأي العام صنيعة الحكومات والمنظمات، فإن حكومات أهل الأرض إذا أرادت أن تصنع رأيًا عامًا، جيشت أسلحتها: التلفاز، والصحف، والانترنت، والمنابرووسائل التواصل الاجتماعي فقطرة الماء تحفر في الصخر لا بالقوة، ولكن بالإصرار كما يقول ابن حزم، فإذا هرب الإنسان من التلفاز تلقته الصحيفة، وإن هرب من الصحيفة، تلقاه المنبر،وإن هرب من ذلك تلقته وسائل التواصل الاجتماعي وما يلبث أن يصبح له رأي المجتمع، أو بالأحرى رأي اصحاب القرار !
فرغم ان الطب الشرعي لم يدن سعد المجرد بالاغتصاب.
وأكد طبيب الطب الشرعي الذي فحص لورا أن عدم وجود اغتصاب أو اتصال جنسي وأن اختبارات الحيوانات المنوية الذي تم إجراؤه كان سلبيًّا.
ورغم خضوع لمجرد لفحوصات طبية ونفسية خلال التحقيقات، جميعها اثبتت أن صاحب أغنية «المعلم» مستقر نفسياً، ولا يعاني من أي اضطراب نفسي، وغير مصاب بالنرجسية، وأن المدّعية تم عرضها على خبراء للبحث، ولم يثبت وجود أي دليل على العنف على جسدها.
فرغم عدم وجود أدلة ملموسة تدين الفنان المغربي سعد لمجرد في قضية الاغتضاب، وتوقيع ثلاث قضاة مختصين على وثيقة تثبت عدم وجود حالة اغتصاب. ولكن المحكمة قالت بعد سبع ساعات من المداولات، إنها “مقتنعة” بحصول الاغتصاب “وحكم على الفنان سعد لمجرد بستة سنوات سجنا ؟؟
فقضية سعد ذكرتني بقصة الرجل الغني والميراث :
يُحكى أن أولاد رجل ثري انتظروا موته ليَرِثُوه، ولكن عُمْر الوالد طال، فنفد صبرهم، وقرروا أن يقتلوه.. ولكن الابن الصغير أخبر والده بما خطط له إخوته…
فكر الأب في طريقة ينجو بها، وأخيرًا ارتأى أن يطلب من أولاده أن يحملوه قبل موته في التابوت كأنه ميت فعلاً، ويدفنوه حيًا بشرط أن تنتهي الجنازة عند بيت حاكم البلدة!
وافق الأبناء العاقون على عرض والدهم، فالمهم عندهم أن يرثوا ماله، حملوه في التابوت، معلنين موته، ومشى الناس في الجنازة وهم لا يعلمون ما كان بين الأب وأبنائه، وعندما وصلت الجنازة إلى بيت الحاكم، قفز الأب من التابوت، وقال له: «أيها الحاكم أيرضيك أن يدفنني أولادي حيًا؟!».
فقال له الحاكم: أمجنون أنت؟! أتريدني أن أكذب كل هذا الحشد الماشي من جنازتك، وأصدقك في ادعائك أنك لم تمت!
ثم التفت إلى الناس وقال لهم: ادفنوه!
هكذا أرادوا دفن الفنان سعد لمجرد ولنا عودة في الموضوع .
بقلم :حسن مقرز بروكسيل
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.