كتبت نادية ملاس
رغم ما قيل لنا عن تفاحة كانت سببا لطردنا من الجنة وهبطنا بعدها نزولا الى الأرض يصطحبنا الشيطان بأمر من الله ، لازلنا نأكل التفاح ونشتهيه ونزين به موائدنا ، وبعدها وبنفس التفاحة يكتشف ابن آدن نظرية الجاذبية لندخل بعدها عوالم الإكتشافات ولماذا هذه التفاحة هي من علمتنا علوم المادة ومعادلة التصاقنا بالأرض تجرنا جاذبية الثقل والوجود ، وبنفس التفاحة يدخلنا ستيف جوبز نفق التقنيات الحديثة في دنيا الكومبيوتر ( آبل ) وكان ذلك سنة 1976 وبهكذا مراحل لم نعد نكره التفاح بل صار أحلى فواكه أطباقنا وأغلاها وصرنا نحتار في الاختيار بين أحمره وأخضره والمزركش فيه بمعنى أننا تعايشنا مع هذا التفاح الذي كان سببا لإخراجنا من جنات النعيم الى جنات الأرض الفانية .
تلكم هي المراحل الثلاثة التي تعرفونها عن فاكهة التفاح لكن ما لا تعرفونه هو تفاحة أخنوش التي التهمها بالمعرض الفلاحي بمدينة ميدلت وقد سال لعابه بعد عضها بقوة أمام الملإ وعرفتنا صورة هذا الحدث كيف يأكل الأغنياء تفاحة آدم في الأسواق وكيف ينصحون برفع أثمانها كما قال ساعتها وسط سوق معرض التفاح ” ثمنو طايح خاصكم طلعو الثمن هاذ شي ماشي معقول ” كنا نعتقد أن الرجل يتحدث عن التفاح لكنه كان يمرر للمواطن رسالة أخرى قادمة ستتبع التفاح والدقيق والزيت والطماطم والبنزين والخضراوات ، نعم لم نفهم رسالته المشفرة لأننا فعلا شعب سادج ، لايفهم لغة التجار المحترفين ، وهكذا ذكرنا كلام أخنوش بما حصل في قصص كليلة وذمنة يوم قال ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض ” ومجازا فالمواطن أكل يوم انتهى اقتراع الصندوق ليصبح بضاعة في صندوق الغلاء ويوم قال فيكم أخنوش ” ثمنو طايح خاصكم طلعو الثمن ” لكن زارع التفاح لم يزد في ثمن تفاحه وتولى أخنوش أمر التفاح والطماطم ، وانتقل الى رفع أثمنة مواد عيش المواطن بما فيهم أصحاب التفاح ، وهذه العبر التي يجب على المواطن إدراكها واستعابها عند فلاسفة السياسة وعلماء التجارة والاقتصاد ، فلا تندموا ولا تغضبوا على السيد أخنوش لأنه رجل المال والأعمال وهذا الصنف من العباد لايهمه ثمن التفاح إن علا أو نزل ولكن بل كانت الرسالة من قصة تفاحة أخنوش هي أنني قادم ” باش نعاود ليكم التربية ” وفعلا نجح في ذلك ….
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.