العنف الأُسري ضد الرجال هو العنف المنزلي الذي يعاني منه الزوج أو الأولاد ضمن محيط الأسرة،.
لبنى موبسيط
قد يواجه الرجال الذين يبلّغون عن العنف الأُسري وصمة عار اجتماعية بسبب اتهامهم بنقص رجولتهم، أو توجيه إهانات أخرى لذكوريتهم، ويُعتبر عنف الشريك الحميم ضد الرجال أقل مُلاحظة بشكل عام من قبل المجتمع من عنف الشريك الحميم ضد النساء، وهذا يضع عائقًا آخرًا أمامهم للتبليغ عن الحالة.
الانتشار النسبي لعنف الشريك الحميم ضد الرجال مقارنة مع النساء موضع خلاف كبير بين الدراسات المختلفة؛ لاسيما مع عدم وجود بيانات على الإطلاق في بعض البلدان، ويعتقد الباحثون أن العدد الحقيقي للضحايا الذكور قد يكون أكبر مما تشير له الإحصاءات المأخوذة من السجلات القضائية؛ بسبب وجود عدد من الذكور الذين لا يبلغون عن الإساءة.
يُعتبر كل من العنف الأسري ضد الرجال والنساء من بين أكثر الجرائم التي لا يُبلّغ عنها في جميع أنحاء العالم.
العنف ضد الرجال موضوع بحث مثير للجدل، فوجود مصطلحات مثل التناظر بين الجنسين، ومتلازمة الزوج المُنتهك، وعنف الشريك الحميم ثنائي الاتجاه يثير الكثير من النقاش.
العنف ضد الرجل
تتعدد أشكال العنف في المجتمع، وتُعتبر فئة النّساء من أكثر الفئات عُرضةً للعنف الجسدي واللفظي وغيرها، إلا أن الرجال قد يتعرضون للعنف أحيانًا، ويمكن أن يتخذ العنف ضد الرجل شكل العنف الجسدي أو الاعتداء عاطفي أو اللفظي أو الجنسي، حيث أظهرت الدراسات أن ما نسبته 25% من الرجال في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا قد تعرضوا للعنف الجنسي في حياتهم.
أشكال العنف ضد الرجال
تتعدد أشكال العنف ضد الرجال بحسب العديد من المتغيرات، ومن أشكال العنف ضد الرجال:العنف الجسدي: يكون هذا العنف موجهًا نحو الأذى الجسدي، والتي تتنوع أشكاله مثل، الضّرب، الصّفع، الخنق، الحرق، وغيرها من أنواع الأذى الذي يتعرض له الجسم، ممّا يُسبّب تشوهات في الجسم وشعوراً بالخوف والرهبة.
العنف اللفظي: يهتمّ هذا النوع من أنواع العنف باستخدام اللسان واللغة، من خلال الألفاظ، والإهانات السّيئة، والشّتائم، وغيرها، كما يعتبر الاستهزاء، والسّخريّة، والانتقاد اللاذع من أشكال العنف اللفظي.
العنف النّفسي: يتمثل هذا النوع التّهديد والتّخويف، وقطع العلاقات التي تؤثر على نفسيّة الرجل، فالمرأة المتزوجة في كثيرٍ من الأحيان تهدد زوجها بعلاقته مع عائلته وأصدقائه وقد تحرمه منهم، كذلك من أصدقائه المقربين، وهواياته التي يحبّها، وإجباره على العديد من الأمور التي يكرهها، كلّ ذلك يؤثر على الجانب النفسيّ للرجل، مما قد يعرضه للعديد من الأمراض النفسيّة والعقليّة. دلائل تعرض الرجل للعنف المنزلي يمكن تمييز الرجل لتعرضه للعنف المنزلي من قبل شريكه من خلال النقاط الآتية: المناداة بأسماء مهينة أو محبطة. المنع من رؤية الأصدقاء أو أفراد العائلة. التحكم في كيفية إنفاق المال والعديد من الخيارات الشخصية. المنع من الذهاب إلى العمل. الغيرة وعدم الثقة المفرطة والتملك. التهديد بالعنف واستخدام السلاح. إلقاء اللوم عليك بسبب سلوكه العنيف. العنف الجسدي سواءً بالركل، أو الصفع، أو الخنق، أو الإيذاء بأنواعه.
حقائق حول العنف ضد الرجل
تظهر الدراسات أن 16 رجلاً في إنجلترا قد توفي نتيجة للعنف الصادر من شريكهم السابق مقارنة بـ 80 امرأة وذلك في عام 2018م وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني (ONS)، كما أفادت منظمة (ManKind) المعنية لحماية ضحايا العنف المنزلي الذكور أن 95% من الرجال الذي تعرضوا للعنف المنزلي يعانون من الإساءة العاطفية، و68% قد عانوا من العنف الجسدي، و41% قد تعرضوا للعنف النفسي، إضافةً إلى أن 23% قد تعرضوا للتحكم المالي.
بينما تتمحور أسباب بقاء الرجال في علاقات مسيئة ما بين القلق على الأطفال أولًا، وثم افتراض أن الزواج علاقة أبدية، فيما قد يبقى البعض في العلاقة المسيئة بسبب وجود مشاعر حب للطرف الآخر، وخوفهم من عدم التمكن من رؤية أطفالهم مرة أخرى،
كما أن ما نسبته 50% تقريبًا من الرجال قد يبقون في علاقة مسيئة بسبب قلة المال، والإحراج، وعدم وجود مكان آخر للعيش فيه.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.