لا نامَتْ أعين الانتِهازيين الجبناء، ولا عزاء للرِّعاع…

voltus10 سبتمبر 2022آخر تحديث :
لا نامَتْ أعين الانتِهازيين الجبناء، ولا عزاء للرِّعاع…

 

الشاعر و الروائي محمد نخال

كلام أستثني فيه الشرفاء السياسين رغم قلتهم، والذين يعضون بالنواجد للدفاع عن الطبقة المسحوقة

كم هو قَذِر مُتَعفن واقعنا السياسي هذا… شِرْدمة من الانتهازيين الجَشعين، لا قطرة حياء في وجوهم، لا ذمة ولا أمانة لهم، يستغلون سداجة شعب مقهور لقضاء مآربهم، وكأنه قُدِّر له أن ينتخبهم فقط لتحسين أحوالهم، والعبث بأحواله، فكلما اقترب موعد الفتح المبين، تراءى لك الحشد قادما، يتقدمهم زعيمهم المُلهَم الأبدي، الذي شاخ وعاب على كرسي الحزب، والذي ليس له نية تركه، إلا وهو مشيّع إلى متواه الأخير، وإن حدث وأن جَسّ نبض مريديه بالتَّنحي، تراهم يولولون ويهرولون إليه، متوسلين ومتمسكين بتلابيبه، متوددين بأن لا يتركهم كالأيتام حول مأدبة اللئام، وكأنه وحيد زمانه، وما ولدت النساء سواه.

إنه التماهي بالمتسلط في أبشع صوره، حيث تنتفي فيه ذات التّابع لتذوب كليا في الزعيم القائد المتبوع، الذي تتضخم لذيه الأنا، ويتسلل إلى داخله الغرور، ليصدق نفسه بأنه الراعي المنتظر، الذي سيقود الأتباع نحو الصلاح والفلاح، ولا بأس في أن يَرش على وجهه مساحيق دينية، أو يتزين بشعارات مستوحات من مختلف المدارس الفكرية والسياسية، التي تسعى إلى تدجين الشعوب وقهرها بعهره السياسي المقيت، ودجله العقائدي المزيف.
في اليوم الموعود، يقود حملته مزهوا كالديك، يتقدم سربا من الحناجر المبحوحة، وهم يصيحون : صوتوا، صوتوا على ” اللون الخُرْشُفي” !

مستأجرا جحافل من المعطلين، وسيارات لدعايته الكاذبة، يطلقون أبواق وعوده المعسولة، فتراهم في كل الشوارع كالمتسولين، يستعطفون المارة، ليمنحوه تأشيرة تُخَوِّلُ له صلاحية الفساد، لنَهْب خيرات البلاد والعباد. وما أن يسعد بفوزه حتى يرحل لحال سبيله، وقد أغرق الشوارع بأوراق ألوانه وانتمائه الزائف، ولا يعود إلا بعد انقضاء العدة، وقد تبدل حاله: تغيرت مشيته، وانتفخَتْ أوْداجُه، وترهلتْ كرشه، ينتعل حذاء لامعا، يرتدي كسوة، بربطة عنق مزركشة، من آخر صيحات الموضة، والماركات العالمية، ولسان حاله يقول: – أيها المغفلون ها أنا قد عدت إليكم بطلعة بهية جديدة، امنحوني اصواتكم مرة أخرى، لأنه لايزال في قصري أسوار حديقة لم تكتمل، وفي سيارتي رباعية الدفع إطارات نفذت مدة صلاحيتها، وفي جِيدِ زوجتي إسورة من ماس يجب تغييرها، “فما أغْباكم وما أقْسَحَ وجْهي”…

الاخبار العاجلة