بعد تفكير عميق وبعد ما سمعته اليوم من احد الطلبة الصحراويين المحسوبين على مخيمات العار وبمشاركة المسؤول الثقافي لسفارة الجزائر هنا بالبرازيل يوم أمس داخل احدى القاعات الجميلة والفسيحة و التي تستطيع ان تحتضن اكثر من 325 شخص ، لكن لم يحضر بها سوى 15 مدعوا منهم 7 موظفون من سفارة الجزائر بالبرازيل والاكوادور و5 مناضلين عن حزب الخضر والبيئة البرازيلي المتعاطف مع الطرح الانفصالي بمباركة من أموال الشعب الجزائري، ومبعوث وكالة الأنباء الفرنسية وآخر لوكالة أنباء الأناضول التركية اضافة لعبد ربه الممثل لاتحاد الصحفيين العرب المقيمين بامريكا اللاتينية.
واعتقد جازما ان برودة الطقس وهطول امطار كثيرة بالبرازيل في هذا الوقت بقدر ما كانت إيجابية على الشعب البرازيلي الذي يشهد اكبر موجة جفاف في تاريخه بقدر ماكانت سلبية على دعاة الانفصال الذين كأنوا يمنون النفس ان تمتلأ القاعة بالكثير من الحاضرين لكي يعيدوا نفس الأسطوانة المشروخة على مسامع الناس الذين ملوا من سماع البروباغاندا التي تتكلم عن شعب وهمي ومعانات ساكنة هي أصلا محتجزة في كًيطوهات جهنمية همجية وغير إنسانية ، وعند نهاية هذا اللقاء والذي لم يدم سوى 23 دقيقة دار حديث بيني وبين ممثل وكالة الأنباء الفرنسية حوار حول لماذا الجزائر ترفض المقترح المغربي القاضي بإعطاء المناطق الجنوبية حكما ذاتيا موسعا،تعيش من خلاله المنطقة المغاربية في مأمن عن التطرّف الذي يولد الاٍرهاب داخل هذه المخيمات بتندوف،
فما كان مني سوى ان قلت له ان فرنسا معنية كذلك بهذا المشكل المفتعل وعليها ان تضغط على ابنائها في قصر المرادية من اجل قبول المقترح المغربي ، فضحك كثيرا عن الكلمة التي قلت فيها ( ابنائها )
بعد ذالك قلت له نحن كمغاربة لا تهمنا البوليساريو لأنهم في اخر المطاف هم مغاربة وسيعودون الى بلدهم طال الزمن ام قصر ، لكن المشكل في الجزائر، قال لي كيف؟ قلت له ماذا ستربح الجزائر من إنهاء ملف الصحراء؟ وهل ستسمح الجزائر لكافة الصحراويين المحتجزين في دواويرها(المخيمات) بالرجوع الى وطنهم الام؟
فكر مليا وأجاب: قطعا الجزائر لن تسمح لهم بالعودة الى المغرب، قلت له لماذا ؟ قال لي هل تتذكر صديقي العزيز العشرية السوداء التي مرت على الشعب الجزائري ؟ قلت له أكيد اعرف. قال سيكون مصيرهم مصير ال 250الف جزائري الذين سجنوا و عذبوا و دبحوا و قتلوا في تلك الأحداث الدامية.
بعد ذالك انتقلنا الى احدى المقاهي لاحتساء فنجانين من القهوة البرازيلية وبادرني بسؤال آخر ؟ ، قال فيه ؟ : الا تخاف من مواجهة عسكرية قد تكون وشيكة بين الجزائر والبوليساريو من جهة والقوات المسلحة الملكية المغربية؟
قلت له سأجيبك ، لكن ليكون اخر كلام بيننا بخصوص هذا الموضوع ؟ قال : اتفهم ذالك
قلت له تعرف لماذا ينبح الكلب ؟ قال للدفاع عن نفسه. قلت ربما اذا كان الكلب في وضع يسمح له بذالك، لكن قلت له دعني أفسر لك اكثر.
الكلاب لما تنبح ليس خوفا او دفاعا كما قلت او طلبا للاكل ، بل تنبح الكلاب بصوت عال وشديد من اجل ان تقول انها هنا ، اي من اجل ان تثبت للاخر انها موجودة فقط وهذا ماتفعله الجزائر والبوليساريو ، والمثل المغربي
يقول :(الكلب لتاينبح متيعضش)
Le chien qui aboie ne mord pas
انتهى كلامي مع الزميل الصحفي الفرنسي
#ابونعمة_نسيب_كريتيبا_البرازيل
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.