بقلم عبد الرحيم هريوى
عن حال ومآل أرض ساكنة المفاسيس بإقليم خريبكة، وتقسيم تعويضات أراضي الجموع الخاصة بالكعدة.. والبحث عن بدائل أخرى في مشاريع مدرة للدخل بدل طريقة الوزيعة هاته.. ولم لا يبحث O.C.P عينه عن بدائل لمساعدة طابور من الشباب والشابات العاطلين وبالخصوص ذوي الشواهد و الدبلومات وهو المستفيد الأكبر و الأول والأخير من أرض في الأصل هي ملكهم الخاص وتم بيعها للشركة المعلومة في إطار ما يسمى بقانون الصالح العام!!
ونحن اليوم لا نريد هذه الدراهم المحسوبة، وعلى أن يتحمل لوفيس O.C.P مسؤولياته الكبرى بما أخذه من أراضي لهذه الساكنة تحت مراسيم وقوانين المصلحة العامة، بمشاريع مدرة للدخل لأولادنا العاطلين ذوي الشهادات والدبلومات وليس ذلك بعزيز على لوفيس الذي يعرفه حتى صندوق النقد الدولي
وبلغة الكتابة الأدبية نوصل اليوم صوت من لا صوت له للجهات المعنية ،عبر البرلمان الرقمي ..
نوصل صوت مواطن ومواطنة مغربيين ..
ولا من يتكلم أحد باسمه.. ولا من يكتب عن حاله وأحواله ديباجة سؤال شفوي آني، هناك بالقبة بشارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط ..ندون كلمات صادقة وبحق رب السماء الذي بيده الرزق والنصر والحياة والموت والبلاء ..عن أرض ساكنة المفاسيس وتقسيم تعويضات أراضي الجموع الخاصة بالكعدة.. ندون كلماتنا من الواقع المعيشي للساكنة البدوية هناك.!
عن أرض ساكنة المفاسيس..وتقسيم تعويضات أراضي الجموع الخاصة بالكعدة لذوي الحقوق، وتطبيق المسطرة التي تعطي الحق لفئة قليلة من الذين ما زالوا يقطنون ببيوت جلها مهجورة أو متساقطة أسوارها للأسف، في غياب أي شروط للحياة الكريمة المنتظرة تحت سماء قل مطرها، وفي جوف أرض صار ماؤها غورا قد يكون ذلك ناجما عن التفجيرات التي ظلت تفزعنا لا تتراءى لنا من بعيد غبارها ويتصاعد بكيلومترات في الفضاء.. ونحن أطفال صغار واستمر الحال من المحال حتى أمسينا نعي بالفهم وطرح السؤال ..ولم تنصف قبيلة المفاسيس منذ خروج المستعمر وذلك لما في جوفها من معدن أصفر باهظ الثمن في الأسواق العالمية..!!
فهل من عقول تفكر في كيفية تدبير هذه الأموال من خلال شراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وخلق شركة مناولة يتم من خلال امتصاص يد عاملة معطلة بالبلدة وذلك أضعف الإيمان ،تحت شعار المثل الصيني لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطاد..!!؟؟
واليوم؛ فمن ينصف ساكنة جماعة المفاسيس بإقليم خريبكة، في تقسيم أموال تعويضات أراضي الجموع اليوم في زمن الحكومة الاجتماعية.. بين قوسين ولهيب صهد حياة لم يسبق لها مثيلا ..!!
في الوقت الذي يتم فيه تطبيق قوانين وتشريعات جديدة تخص الأراضي السلالية بالمملكة..وهي تحرمهم قانونيا من حقهم كسكان أصليين لدواوير أولاد أعمر وأولاد محمد وبوعزة بن قاسم وأولاد عطي والشرفاء والسكان..
فمن يقنعنا اليوم بقوانين لا تخدم المصلحة العامة كما يتم سحب ملكية أراضي شاسعة كانت خصبة بالمفاسيس، بما كانت تجود به على فلاحي المنطقة من قمح وشعير حتى ثمانينيات القرن الماضي و بنفس القانون للأسف.. وكنت شاهدا على ذلك في أراضي كانت في ملكيتنا ضمها لوفيس OC.P بأثمنة زهيدة..!
-أم هو روح القانون كما يقولون لا يعلم مبتغاه إلا واضعوه طبعا..!!
كلمات شعرية في حق أرضي
التي أعشقها بحق صادق
قلبي عليك يا أرض المفاسيس..!
قرضوا أرضك شبرا شبرا و سهبا سهبا ..!
وغاب عنك الزرع والضرع وجفت آبارك ..!
وانتحر شجر زيتونك
وتحولت بيوتك بدون حياة دهرا..!
وأسوارك مهترئة والخراب والدمار هناك..!
وسوق الدشر المعلوم
شاهد عن تاريخك الضارب في القدم..!
وكأنك تعرضت للقصف العشوائي ..!
وقد هجروا أبنائك لبلدان الغرب
من زمان فرنسا أولا
وإيطاليا ثانيا
وهناك فى إسبانيا قد سكنوا ..!!
ولا عجب ..!
ومنهم رفاق من زماني ..
ومنهم من رافق حتى كريستوف كولومبوس في رحلته لأمريكا وحط الرحال هناك منذ كانت جمعة المفاسيس سوق للمغاربة، تحجه أطياف من الخلق ،من مدن بعيدة جدا..في زمن كان للإبل تواجدها برحبة الأنعام..
ومنهم من غامر بروحه عبر البحر وأمسى لقمة بين أنياب سمك القرش..
وظل شهيد حياة كريمة لم يجدها فوق أرضه التي تعد من أغنى الأراضي فوق كوكبنا هذا، لما في جوفها من معدن الفوسفاط يباع بأسعار لايعلمها إلا الراسخون في علم بورصة المعدن الأصفر..!!
والكثير من الشباب أعرفهم قد ركبوا المجهول لدول الغرب..
وآخرون لم يستطاعوا لذلك سبيلا.. !!
وجلهم قد تركوا الخيمة و الحطة والدوار وذاكرة الأجداد..!
واليوم نتألم لحالك ..
ولا حيلة لنا في هذا الوطن إلا كتابة انطباعات وأحاسيس ومشاعر وجروح ونذوب وغبن في غياب من يدافع عن مصالحك ومستقبلك في زمان من ليس له أمه في المطبخ لن يجد له لقمته طعام يسكت بها جوعه..!
ولعل الألم الذي يسكنني ككاتب أفرغه ..والذي أحسه كمغربي أولا وفسيسي ثانيا وككاتب وقلم أدبي ثالثا..وهو المكون الخفي الذي أحمله بين ضلوعي أي من المكونات الأساسية الذي يجعلني أكتب عنك يا أرضي دفاعا عنك بروح الكلمة في زمن حرية التعبير وإبداء الرأي الآخر لإيصال صوتك للعالم الواقعي والاعتباري..!
يا أرضي المفاسيس ..!
وأنت التي تلهمني بذكرياتي طفولتي.. ولن يلهمني أي مكان جغرافي آخر غيرك، على حد قولة الروائي الأرجنتيني روبيرتو آلتر..من لم تلهمه حارته التي عاش فيها لن يلهمه أي مكان آخر في العالم..!
وقلبي عليك يا أرضي المفاسيس..!
شَرًوْكِ بدراهم معدودة وكانوا فيك من الزاهدين..!
ولهم ما شاؤوا فيك بدعوى مصالح الأمة والشعب أي في قانونهم ودستورهم المصلحة العامة..!
وتحولت إلى أرض خلاء..!
بيوت متناثرة فوق السهب..!
أكلوا أرضك وقلبوها من زمان بحثا لهم عن الذهب الأصفر..!
وهجروا كثيرا من الخلق..!
وأنبتوا فوقك جبالا مصطنعة من ( العرارم) لا تصلح لشئ سوى لتشويه الأرض الفسيسية..(لست شبيهة بالريف والأطلسي أنت جبال منسوخة( كالنعجة دالي) لقد صنعتها لا ماريون Marion آلة من آلات الغرب..
وغيروا قوانينهم وتشريعاتهم بعد أن فرقوا تعويضات أرض جموع الحلاسة بالأمس على ساكنة المغرب كله، بلوائح مشبوهة بفوضى لا يعلم سرها إلا الراسخون في لغة القانون والتدبير بهذا الوطن..
ونحن كنا شهود على من استفاد لا لشئ سوى أنه من الساكنة أو له أبناء ازدادوا فوق أرضك يا مفاسيس..!!
كي لا يستفيد من أراضي الجموع اليوم إلا من شاءوا من حفنة من الخلق بعد ان هجٌَرُوهم شبانا ويافعين للغرب..
ولم يبالوا بالفقراء والمساكين الذين يقطنون في بيوت ضيقة لبيتات بحطان (الشعبة..)
فأي غبن فوق هذا يبقى، حتى تعويضات زهيدة على أراضي أجدادهم (الجموع) يوزعونها بمساطر قانونية تمت المصادقة عليها مؤخرا من وزارة الداخلية في إطار الأراضي السلالية.. لكن إلى أي حد يحترم مصالح ذوي الحقوق بانتسابهم التاريخي و الهوياتي والإداري إلى أرض جماعة المفاسيس..
وليعلم من يطبق القانون في إبعاد كل فسيسي غير مقيم بسكن رغم صلته القانونية والتشريعية بدواره وهو الذي يعود كي يزور ويعزي ويدفن في مقبرة من مقابرها موتاه ..!
فأي قانون ذاك الذي يحرم ساكنة فسيسية لم يبق لها شئ فوق أرضها التي ضاعت وأصبحت في ملك الشركة العملاقة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط..!؟!؟
سؤال لا جواب له طبعا لأن القانون هو القانون وباسمه ستحرم طائفة كبيرة من أصول وجذور أرضك يا مفاسييس..!
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.