الدعوة إلى إقامة ملتقى سنوي  لتثمين الإرث التاريخي والسياسي لدولة المرابطين 

voltus7 يوليو 2022آخر تحديث :

محمد صلاح الدين البقاري

دعا “منتدى الصحراء للحوار والثقافات” إلى إقامة ملتقى سنوي ديني وثقافي بضريح الامام  عبد الله بن ياسين بكريفلة بجماعة البراشوة إقليم الخميسات لتثمين الإرث التاريخي  والسياسي  لدولة المرابطين.
وطالب أعضاء المنتذى خلال زيارة ميدانية إلى ضريح  الإمام  المرابطي  يوم الأحد الماضي بجعل منطقة كريفلة وجهة سياحية وثقافية من أجل التعريف بالتاريخ  المغربي الذي  يزخر بكثير من الوجوه اللامعة التي تستحق من الباحثين المزيد من الاهتمام من أجل اسستحضار الدروس والعبر  لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة.
وفي هذا الصدد أشاد  السويدي صلاحي رئيس المنتدى  بالمكانة الهامة،  التي كان يحوزها الإمام عبد الله بن ياسين كزعيم من زعماء الاصلاح الإسلامي، ومجاهد  نشر الاسلام، وبلغ به أقصى  إفريقيا، كما كان له بالغ الأثر في إرساء دعائم الحكم المرابطي.
من جهته تحدث الأستاذ محمد جد  نائب الكاتب العام للفرع الجهوي للمنتدى  بجهة الرباط سلا القنيطرة، عن دور الإمام عبد الله بن ياسين الفاعل في إحكام التواصل، وتسهيل آليات الحوار مع علماء، ودعاة إفريقيا بكل من مالي، والسنغال، وتشاد، والنيجر وحتى إفريقيا الوسطى،وبلاد السودان،  ليكون بذلك أول مجاهد وفقيه مالكي جدد الإسلام بإفريقيا،ووضع الأسس الأولى لدولة المرابطين في المغرب الاقصى
وفي معرض حديثه عن حياة الإمام المجاهد عبد الله بن ياسين تحدث  فيصل رشدي؛ الباحث بسلك الدكتوراه، نائب رئيس الفرع الجهوي للمنتدى  بجهة كلميم وادي نون، إلى الظروف السياسية والتاريخية التي واكبت حياة الإمام عبد الله بن ياسين، وساهمت في تخليد اسمه ضمن قائمة الاهرام، والأسياد الذين أرخوا لمجد مملكة المرابطين.
وتفيد مصادر تاريخية  أن ” الإمام عبد الله بن ياسين دفين زعير هو أبو محمد عبد الله بن ياسين بن مكوك بن سير بن علي بن ياسين الجزولي الصنهاجي الإمام المجاهد، ولد بتمنارت من بلاد جزولة في تخوم صحراء سوس”.
وتضيف نفس المصادر ” أن الفتوحات استمرت وتوسعت دولة المرابطين التي بدأت تتوغل في المغرب الاقصى لنشر الاسلام، وفي خضم هذه الانتصارات، اتجهت جيوشهم صوب بلاد تامسنا ففتحوها ووصلتهم اخبار ما عليه قبائل برغواطة الملحدة بساحل تامسنا على المحيط الاطلسي من معتقدات وثنية فاسدة، وتقاليد منافية لعقيدة التوحيد وانتشار المحرمات ومظاهر السحر والشعوذة والتنجيم، حيث خرج عبد الله بن ياسين  مع ابو بكر بن عمر في جيش عظيم من المرابطين، يقدر بخمسين ألف راجل، فكانت معارك ضارية، أصيب فيها الامام بجراح قاتلة حمل على إثرها  إلى مقرِّ القيادة في معسكر المرابطين”.
وحسب ذات المصادر” ادرك  الامام انه ميت لا محالة، فجمع له شيوخ المرابطين وحثَّهم على القتال وحذَّرهم من التفرقة والتحاسد، في اخر وصية عظيمة سجلها له التاريخ وهو على فراش الموت، يقول فيها: “يا معشر المرابطين، إنكم في بلاد أعدائكم، وإني ميت في يومي هذا لا محالة، فإياكم أن تتنازعوا فتفشلوا  وكونوا أعوانًا على الحق، وإخوانًا في ذات الله تعالى وإياكم والمخالفة والتحاسد على طلب الرياسة، فإن الله يوتي ملكه من يشاء من خلقه ويستخلف في أرضه من أحب من عباده فانظروا من تقدمونه منكم يقوم بأمركم ويقود جيوشكم ويغزو عدوكم، ويقسم بينكم فيئكم، ويأخذ زكاتكم وأعشاركم”.
استشهد عبد الله بن ياسين  بتاريخ  24 جمادى الأولى عام 451هجرية  الموافق ل 1059م، بعد أن أمضى تسعة عشر عامًا في الجهاد بالسيف والدعوة بالقرطاس والقلم وتعليم الناس امور دينهم ونشر المذهب السني المالكي الذي اصبح سائدا في منطقة المغرب الكبير منذ ذلك الزمن حتى اليوم، ودفن  فوق ربوة تشرف على وادي يعرف بكريفلة.
والضريح عبارة عن قبة مربعة الشكل يتوسط القبر دربوز طويل قديم، وبالحائط ألصقت رخامة تضمنت نبذة وجيزة من حياة ابن ياسين منقولة من كتاب الاستقصا قام بنقشها وزخرفتها السيد محمد بن عبد الله ابن العباس الزعري العبيدي بتاريخ 20 صفر الخير عام 1381هـ. وبجانب الضريح مسجد صغير ذو بلاطين وبه محراب، يسع نحو الخمسين من المصلين، وبجانبه الأيسر صومعة صغيرة متوسطة الارتفاع.
وقد عرف الضريح والمسجد بعض الترميمات قبل منتصف القرن العشرين قام بها المحسن أحمد الجبلي الملاك لبعض الأراضي المجاورة للضريح ووالد الدكتور الجبلي الشهير بمدينة الرباط.
وفي تسعينيات القرن الماضي، أعيد بناء الضريح والمسجد، بحيث تم توسيع المسجد وتبليط ساحته ووضع سياج يحيط بالضريح والمسجد، إلا أن الأشغال توقفت قبل الانتهاء الفعلي من الأعمال الإصلاحية.

الاخبار العاجلة