متابعة : هشام افضيلي
دق المنتدى الاجتماعي العالمي الذي أقيم مؤخرا بالعاصمة المكسيكية “مكسيكو سيتي” أخر مسمار في نعش الكيان الانفصالي.
ففي الوقت الذي توقعت كل من البوليساريو والجزائر نصرا محسوما لفائدتهما ضمن فعاليات هذا المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يقام بالمكسيك، طبقا للتقارير المتفائلة التي كان يتوصل بها قصر المرادية من عملائه من داخل المكسيك عن تهيء جميع الظروف الملائمة للتوقيع على مشاركة غير مسبوقة سيتم استغلالها على نطاق واسع؛ لاسيما إعلاميا بعد الضربات الموجعة التي وجهتها الدبلوماسية المغربية لاعداء الوحدة الترابية للمملكة مؤخرا.
جر وفد البوليساريو ممثل قصر المرادية في “مكسيكو سيتي” خيبة أمل غير مسبوقة منذ انطلاق المسيرة الافتتاحية للمنتدى الاجتماعي العالمي، التي تصادفت واليوم العالمي للشغل، بعد أن وجد “العملاء السبعة” لقصر المرادية أنفسهم معزولين عن بقية المشاركين في المسيرة الافتتاحية، بالرغم من محاولتهم الفاشلة الركوب على القضية الفلسطينية.
هذا في الوقت الذي رفرفت فيه الأعلام الوطنية عاليا وسط استقطاب لعشرات المشاركين من مختلف بلدان العالم الذين تفاعلوا مع الشعارات التي رددها أعضاء الوفد المغربي، والتي نددت بخروقات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف الواقعة في عمق التراب الجزائري سواء تجنيد الأطفال واستغلالهم؛ أو انتهاك حرية التعبير وحقوق المرأة وسط المخيمات.
ولم يكد “عملاء المرادية” وكبار مسؤولي المؤسسة العسكرية الجزائرية أن يستفيقوا من صدمة المسيرة الافتتاحية، حتى كانت الصدمة الكبرى التي عرت حقيقة أوهام قصر المرادية وعملائه، بعد أن قاطع المشاركين في المنتدى أولى نشاطات البوليساريو الرسمية في المنتدى، ليجد المنظمون أنفسهم أمام كراسي فارغة لندوتهم المروج لها على نطاق واسع في فضيحة تناقلت صورها عدد من وسائل الإعلام التي علقت على الواقعة بكثير من السخرية والاستهجان، وقد ربط عدد من المهتمين بين ما وقع وبين فقدان البوليساريو ومعها الجزائر للمصداقية أمام فعاليات المجتمع الدولي بمختلف فئاته أمام صدقية وجدية الموقف المغربي بخصوص النزاع المفتعل حول صحرائه.
وبالرغم من المحاولات اللاحقة للإعلام الجزائري للتستر على هذه الفضيحة المدوية عبر ممارسة التضليل من خلال نشر مواد إعلامية تحكي عن انتصارات مزعومة، إلا أن ذلك كله لم يكن كفيلا بالتستر على انتكاسة كل من الجزائر والبوليساريو بعد توالي الضربات الموجعة، خصوصا مع تألق الوفد المغربي الذي وقع على مشاركة جد طيبة طيلة أطوار المنتدى الاجتماعي العالمي سواء من خلال الأنشطة التي نظمها أو عبر النتائج التي تحققت من خلال هذه المشاركة الايجابية وفي مقدمتها إطلاق “المبادرة المغربية المكسيكية لدعم مبادرة الحكم الذاتي” وسط دعم قوي للمنظمات المشاركة في المنتدى.
ومما لا شك فيه أن الحضور القوي لفعاليات المجتمع المدني المنتمي للأقاليم الجنوبية المغربية إلى جانب الفعاليات المغربية الأخرى، كان له دور فعال في إيصال صوت الساكنة حول حقيقة الأوضاع التنموية والحقوقية بالأقاليم الجنوبية سواء في التجمع النسوي أو في الحلقات التواصلية المفتوحة للشباب، وكذلك الورشات والندوات والتجمعات الموازية على هامش المنتدى.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.