الاستاذ: سعيد توبير
نظم النادي الثقافي بثانوية الزيتون التأهلية بمكناس مؤخرا ورشة تكوينية في موضوع ” القراءة :فوائدها التربوية و التعليمية ” تندرج في إطار مشروع المؤسسة المندمج الثانوية التي تحظى فيه الأنشطة التربوية بأهمية خاصة من طرف الفاعلين التربويين وبالتالي فإن العمل على تنزيلها كفيل بأن يجعل منها حاضنة للتلميذ في أفق جعله فاعلا تربويا و مساهما في تربية ذاتية و ثقافة تواصلية.
و افتتح هذه الورشة رئيس المؤسسة بكلمة ترحيبية لكل المساهمين في هذا النشاط، مؤكدا على أن إمكانيات المؤسسة المادية و المعنوية رهن إشارة كل المبادرات الفردية و الجماعية التي تفيد خلق مناخ تربوي محفز على التعليم و التعلم و التكوين. ومن جانبه أبرز الأستاذ المؤطر للنشاط أنه أن الاوان للاستماع للتلاميذ بعد تأطيرهم منهجيا و تنظيميا من أجل الانفتاح على عوالمهم النفسية و تطلعاتهم الاجتماعية و مواهبهم الفنية و الثقافية و الرياضية ثم كشف الصعوبات التعليمية و التربوية التي تعترضهم في مسارهم الدراسي.
واكد على ضرورة اعطاء الفرص للتلاميذ في جو من الحرية و التحفيز الضرورين للتعبير و الاجابة عن أسئلة مثل لماذا نقرأ أو لماذا لانقرأ؟ ما هي أسباب العزوف عنها؟ أو من يتوفر على تجربة في القراءة أو الكتابة؟ .
و أثناء الاستماع الى التلاميذ فوجئ الحضور بتلميذة استثنائية أو شكت على انهاء كتابة روايتها الأولى في تحد صارخ لكل أنواع المثبطات. كما استمتع الحضور لتجربة تلميذة مع قراءة “عالم صوفيا” ثم الانصات الى تجربة فريدة لتلميذ حولته القراءة الى انسان ناجح في مساره الدراسي.
وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة عزوف التلاميذ عن القراءة ليست من مسؤولية التلميذ فقط، بل إن المسؤولية مشتركة و تتصل بسياسة الدولة التربوية و مشاريع القطاع الوصي على التعليم و الاعلام و المجتمع المدني لجعلها المدخل التربوي الاساسي في الاصلاح التعليمي والاجتماعي كما هو حاصل في تجارب الدول المتقدمة. كما الاهتمام “بالقراءة” باعتبارها المدخل الملكي لكل تعليم و تعلم و تكوين. بحيث أن أغلب الثغرات اللغوية و المعرفية التي يعاني منها التلميذ تنعكس سلبا على قدرته الاستيعابية. كما انها تكسبه فكرا نقديا و حسا تحليليا في مناقشة قضايا الشأن العام المتصل بروح المواطنة.
وعلى هذا الأساس فإن المطالعة الحرة تساهم تنمية الثروة اللغوية بالألفاظ و الأساليب الجديدة مع الاطلاع على سائر أنواع المعرفة في شتى المجالات وإثراء الخبرات و تنمية المهارات و القدرات الاجتماعية عن طريق التعرف على أفكار الآخرين. كما تجنبه السقوط في براثن العنف و اشكال التطرف و التعصب تؤدي القراءة الحرة لامحالة الى امتلاء وجدان التلميذ بثرات الأمة و تاريخها العريق الضارب في القدم بكل مراحله. كما تمكنه من القدرة على التفكير العلمي و الرؤية المستقبلية بحيث لم يعد أمامنا الا المستقبل و لابد من الإستعداد إليه.
.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.