بعد قرار أغلبية المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد سحب الدخول لانتخابات الغرف المهنية بشكل مشترك مع تحالف الأحزاب الثلاثة؛
و روح هذا النداء لاتهتم بالتعبير لا عن دعمه ولاعن معارضته.
بينما تدعو إلى اعتبار ذاك القرار نقطة نظام سياسية، ينبغي التعامل معها بشكل إيجابي لتفادي الأسوء، وهو سحب الترشيح من الانتخابات الجماعية والجهوية و التشريعية بواسطة رمز “الرسالة “.
1- ممارسة السياسة بمنطق يساري تتطلب الاعتماد على التركيب و التوافق ودعم جدليات البناء والابتعاد عن التلفيق والتجميع الحسابي، و لاريب أن ذلك مطلوب أكثر في مسار وحدوي.
2- يتطلب الوضع اعتماد المزيد من النسبية وخلق المسافات الموضوعية مع أوجه الاختلافات و حتى الخلافات، وترتيب أولويات طرحها و معالجتها، بمنطق التقدم والتراكم و النزاهة والمرونة.
3- تشكل الانتخابات القادمة، ودون أوهام، استحقاقا اختباريا وتحديا عمليا لكافة اليساريين الداعمين لفيدرالية اليسار الديمقراطي مما يقتضي قيامهم بواجب الدعم من الآن، بدء من المساهمة في تركيب الإجابات على ما تيسر من الاختلافات، والانخراط في المعركة القادمة كأحد سبل لحمة وحدة اليسار…
4 – هذه الانتخابات بالضبط تقتضي الترشيحات المشتركة، فالمطلوب ترشيح 35 الف من المناضلات والمناضلين و ربما لو اجتمع كل أعضاء الأحزاب الثلاثة و داعميهم من اليساريين الديمقراطيين فلن يصلوا إلى هذا الرقم، مما يتطلب من الجميع الانفتاح على آلاف المواطنات والمواطنين، كما أن الانتخابات القادمة ستقدم خلالها في دوائر محددة ثلاث لوائح برلمانية، جهوية ، و جماعية ، وفي باقي الدوائر ترشيحات فردية محلية ولائحتين برلمانية و جهوية ؛ مما يتيح تلبية الطموحات الانتخابية لكافة الأعضاء، لاسيما مع نشر الوعي بعدم تحويل الطموحات إلى مطامع و أوهام. وذلك ممكن مع تجويد معايير الترشيح المعتمدة وأغلبها جيدة؛ وتطبيقها على الجميع وفي كل الدوائر دون استثناء. والتخلي عن المكاييل المتناقضة و الحسابات الصغيرة التنظيمية والفردية.
5-مراعاة الجوانب النفسية التي ولدتها وتولدها التحديات الكبيرة والكثيرة التي يعيشها اليسار الديمقراطي وتخصيب عقلانيته ليحولها من عائق إلى رافد للبدائل.
فليتحمل كل واحد و واحدة وكل طرف مسؤوليته، وليساعده
الجميع على ذاك التحمل، بدء من عدم شتم المستقبل المشترك سواء بالاتهامات الفارغة أو الأحكام الجاهزة أو السباب وزرع وتصريف الأحقاد.
فالدعوة موجهة للجميع مهما كانت المواقع و المسؤوليات لاستثمار الأسابيع القليلة القادمة بالجهد والاجتهاد الضروريين لتجسيد شعاراتنا الجميلة في الوحدة و رهاناتنا النبيلة على الاندماج؛ من خلال إنقاذ ما تبقى لخوض معركة الانتخابات بشكل مشترك .
وأتمنى – ولاشك مع رفيقات ورفاق آخرين – عدم إضاعة هذه الفرصة و إهدار الزمن في السجالات التي لا معنى لها، كما فعلنا كثيرا في السابق.
وبعدها ينتظرنا تقييم نقدي لمسار التحالف ثم الفيدرالية وأحزابها، لتجاوز الأخطاء ومواجهة المخاطر.
وفي هذا للكثير منا أسئلة موضوعية مشروعة لتفادي الأعطاب ومنهاالشخصنة، واقتراحات ومبادرات مشرعة على بناء يسار المستقبل ومستقبل اليسار.
محمد العوني
مناضل يساري
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.