إن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وباسم الوفد النقابي المغربي يحيي بداية منظمة العمال الدولية وكافة مكوناتها واطرها على مسار من العطاء الجماعي والمواكبة لتحصين منظومة حقوق ومكتسبات الشغيلة العالمية وإحداث توازن في العلاقة بين اطراف الانتاج المختلفة في سياق مطبوع بازمة عالمية نتيجة انتشار جائحة كورونا والتي كان لها تداعيات وأثار مختلفة على البشرية صحيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وبيئيا …
كما نحيي بالمناسبة، الطبقة العاملة على صمودها وانخراطها المسؤول في الإنتاج سواء على المستوى الوطني او على المستوى العالمي رغم جميع المخاطرو الإكراهات ، ناهيك على الاستمرار في سعيها المشروع لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحصين المكتسبات وصون الحقوق وضمان الكرامة .
ونغتنم هذه الفرصة للاشاذة باليقظة التي اتسمت بها استجابة الحركة النقابية المغربية مع تحديات كورونا وانخراطها في استراتيجية التخفيف من اثارها وضمان حقوق الشغيلة المغربية ، كما اثمن كمنظمة نقابية الإجراءات الحمائية والاحترازية والتضامنية التي قامت بها الحكومة المغربية مسترشدة في ذلك بتوجيهات ملك البلاد، لصد اتساع دائرة انتشار هذه الجائحة وتفاقم ضحاياها صحيا واجتماعيا واقتصاديا ونفسيا ، وخصوصا ما تعلق بالدعم المالي المباشر للطبقة العاملة المتضررة من توقف العمل والإنتاج ، هذا الواقع الذي صنعته الجائحة فرض علينا كمكونات الصف النقابي الاستمرار في التعبئة الوطنية اليقظة، من أجل مقاربة جماعية تحمي الوطن ومصالحه العليا وتصون حقوق الشغيلة المغربية وتضمن لها العيش الكريم .
كما نحيي كحركة نقابية مغربية المبادرة الملكية المتمثلة في تعميم الحماية الاجتماعية ونعتبره ثورة اجتماعية برؤية استشرافية ، وتأمينا اجتماعيا واستراتيجيا للشغيلة المغربية وضمانة متفردة لحقوقها الاجتماعية، مبادرة ستسهم في انعاش الدورة الاقتصادية و دعم القدرة الشرائية للأسر المغربية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية وصيانة كرامة المواطن والأجير معا . وفي هذا الصدد نثمن المصادقة على الثلاث الاتفاقيات التي أقدمت عليها الدولة المغربية ويتعلق الأمر بالاتفاقية 187 و الاتفاقية 98 والاتفاقية 102.
اننا كحركة نقابية مغربية ونحن نتطلع للمستقبل من اجل تجاوز الازمة المتعددة الاثار التي افرزتها الجائحة ، كنا نامل ان تتعزز آليات التشاور والحوار والتفاوض واعتماد مقاربة تشاركية، تمكن من تسهيل مهام التعبئة الوطنية والمجتمعية والجماعية المطلوبة في هذه المرحلة. خصوصا لما طالبنا كنقابات مغربية باحداث لجنة لليقظة الاجتماعية على غرار لجنة اليقظة الاقتصادية ، لكن الاستجابة في هذا الاتجاه ظلت محدودة . لذا سنبقى، الى جانب الحركة النقابية المغربية، في اطار خط النضال المسؤول والبناء، وذلك من خلال :
1. الاستمرار في الانحياز الدائم إلى المطالب العادلة
والمشروعة لمختلف فئات الشغيلة المغربية وتبني ملفاتها المطلبية، ورصد أوضاعها الاجتماعية والمهنية وتتبع تنزيل الإجراءات الحكومية، والتدخل لإنصاف كافة الفئات العمالية المتضررة، في إطار ممارستها لمهامها الدستورية .
2. تدشين حوار وطني للتسريع باستيعاب جميع القطاعات الموازية الوطنية في إطار قانوني واضح من شأنه تنظيم مجموعة من الأنشطة وإدماجها في المنظومة الاقتصادية الرسمية.
3 إحداث وكالة وطنية مختصة في إدماج الاقتصاد غير المهيكل ضمن النسيج الاقتصادي القانوني، تعمل على تقديم مقترحات لإصلاحات تنظيمية ومؤسساتية ومتابعة مسار الإدماج الاقتصادي.
4 تعزيز آليات الرقابة من أجل فرض تمكين العمال والعاملات من كافة حقوقهم وفق ما ينص عليه قانون الشغل، وعدم التساهل مع المستهترين بأرواح العمال والعاملات.
5. الدعوة إلى الارتقاء بالتشريعات الوطنية وتكييفها مع مقتضيات المعاهدات والاتفاقيات الدولية الصادرة عن منظمة العمل الدولية، وتحصين الحريات النقابية ،من خلال التعجيل بالمصادقة على الاتفاقية 87 وعلى إخراج قانون النقابات.
6. عدم السماح باستغلال ظروف الجائحة لضرب الحريات النقابية والإجهاز على حقوق الشغيلة المغربية ومكتسباتها، من خلال تسريح العمال والعاملات بالشركات والمقاولات المغربية، والتضييق على العمل النقابي وطرد المسؤولين النقابيين، والاستهتار بآلية المفاوضات الجماعية. .
7. دعوة السلطات الجزائرية إلى فك الحصار عن الساكنة والشغيلة المحتجزة بمخيمات تندوف، والتي تعاني من ظروف منافية للحقوق الكونية للإنسان ، لتعود إلى فضاء وطنها وتساهم إلى جانب إخوانها في مسار النهضة التنموية التي تعرفها بلادنا.
وإننا إذ نحيي صمود الشغيلة الفلسطينية التي تواجه وبائين، أحدها ظرفي يتجلى في استمرار انتشار الجائحة، والآخر هيكلي والمتجلي في استمرار الاحتلال الغاشم، نجدد الدعوة للمنتظم الدولي للتدخل قصد إنصاف الطبقة العاملة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني المقاوم عبر التعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، وإطلاق سراح الأسرى المسجونين من قبل الكيان المحتل، وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى حضن وطنهم.
شكرا لكم على حسن الاستماع
عاشت الشغيلة المغربية صامدة مناضلة حرة وكريمة
عبد الإلاه الحلوطي
الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب
رئيس الوفد الغمالي المغربي لمؤتمر منظمة العمل الدولية في دورته 109.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
