بعد فضيحة ” غالي غيت ” المغرب أخد علما بذلك و سيتصرف بناء عليه

voltus5 يونيو 2021آخر تحديث :
بعد فضيحة ” غالي غيت ”  المغرب أخد علما بذلك و سيتصرف بناء عليه

 

يمكننا القول و على رؤوس الأشهاد ، ان المغرب قد خرج منتصرا في جولة غالي / بن بطوش..و أن التحقيق عن بعد انطلاقا من سرير بمستشفى اسباني مع مجرم حرب مطلوب للعدالة الإنسانية يوم فاتح يونيو.. هيمجرد مسرحية مكشوفة و فاضحة أولا و أخيرا لإستقلالية القضاء الاسباني..
و يكفي الرجوع لتصريح وزارة الخارجية المغربية ليوم31ماي للوقوف على مدى قوة القراءة المغربيةللحظة التاريخية ، و ذهابها بعيدا بقولها فيما معناه أن مثول غالي امام المحكمة العليا الاسبانية لا يعني المغرب…لأنه شيء داخلي يهم القضاء الاسباني و ضحايا إسبان و مجرم بهوية مزورة يتواجد فوق التراب الاسباني… و لا يعني المغرب لوحده مادام الرأي العام الاسباني و الأوروبي و العالمي قد اخد علما بتفاصيل الفضيحة و تستر حكومة سانشيز على مجرم حرب…كما أنه لا يعني المغرب لأن سمعة القضاء الاسباني و استقلاليته هي المعنية بهذا الامتحان الحقوقي و الديمقراطي…
لكنه يعني من جهة أخرى ، ان حكومة اسبانيا و كتائبها الإعلامية و الحقوقية و احزابها العنصرية…ليست أهلا لإعطاء الدروس في الديمقراطية و العدالة و حقوق الانسان للمغرب ، كما أننا أشرنا في أكثر من مناسبة ان المغرب لم يتدخل في القضاء الاسباني ، بل طالب فقط بمحاكمة عادلة لانصاف ضحايا كبير المرتزقة و حذر من التأثير عليه…

لقد أدار المغرب هذه الجولة من المعركة بكثير من الحنكة و أحرج سانشيز أمام جنرالات الجزائر..بجعله لا يفي بوعده للجزائر بخروج غالي / بن بطوش من اسبانيا كما دخل إليها.. إذ على الرغم من الطابع ” المسرحي ” للتحقيق القضائي لزعيم المرتزقة باسبانيا..فانه كان حلقة مهمة في معركة ” كسرعظام ” البوليساريو و حاضنته الجزائر، كما انه شكلٍ تمريغا للتراب لكل من حكومة سانشيز و ” لِدُمْية ” الجزائر من مصحة خاصة باسبانيا…
فتفجير الفضيحة وسط الحكومة الاسبانية و داخل البرلمان الاسباني و تصدره عناوين الاعلام الاسباني و الأوروبي..سيجعل من جهة أولى استقرار حكومة سانشيز على صفيح ساخن…لمساسها الواضح و تواطؤها ضد المصالح الاستراتيجية و الوحدة الترابية لجارها الجنوبي أي المغرب و ذلك بإيواءها زعيم المليشيا الانفصالية….
ومن جهة ثانية ، سيجعل من مقام “غالي ” باسبانيا كجحيم يومي و كابوس ليلي.. و سيدفع بجنرالات الجزائر من جهةٍ ثالثة ، الى فتح انابيب ” سونطراك ” عن آخرها ، و سيمدد من تاريخ استنزاف ثروات الشعب الجزائري من طرف شركة ” ريبصول ” و سيؤجل دخول محتجي الحِراك الجزائري من الشوارع…
لذلك فخروج غالي من اسبانيا لن يكون كدخوله إليها..لان مثوله امام القضاء الاسباني هو سابقة و سيسجل في بطاقته العدلية…و سيكونبداية لمتابعات قضائية جديدة ستلاحقه فيكل تنقلاته خارج قصر المرادية و خيام تيندوف و حيث يوجد ضحاياه..

لكن تاريخ الاستماع الى ” غالي ” في فاتح يونيو ، المتابع بجرائم ضد الإنسانية و الإبادة الجماعية …سيُسجل كنقطة سوداء في تاريخ القضاء الاسباني ، إذ ظهر القضاء عاجزا عن اتخاد إجراءات احترازية كالوضع تحت الحراسة النظرية او سحب جوازيْه معا سواء باسمه الحقيقي أو هويته المزورة…لمنعه من السفر الى حين اكتمال التحقيق ، على الرغم من ثبوت جرائم التزوير في وثائق السفر الرسمية و اختراق فضاء شتغن بطريقة غير قانونية..بل سُمح له بالهروب في نفس الليلة مذعورا صاغرا جاراحقائبه المتعددة…في شكل فضيحة جديدة لأن تعليل التحقيق معه عن بُعد ، كان بحجة تدهور وضعه الصحي..في حين أن صُوَر هُروبه الليلي و جره لأمتعته كان دليل آخر على التواطؤ و على التدليس و إخفاء الحقائق…وهو ما كان المغرب ينبه إليه منذ انفجار فضيحة تهريب كبير الانفصاليينالي اسبانيا بهوية مزورة…

فالهزة التي تعرض إليها القضاء الاسباني يوم أمس ( فاتح يونيو ) ليست بالجديدة ، بل تدفعنا لاستحضار شريط أحداث القاضي الاسباني ” بالزتار غارثون ” مع الجهاز القضائي الاسباني و توقيفه لمدة 11 سنة عن مزاولة مهامه…لكونه صاحب الضجة العالمية في جر الدكتاتور الشيلي ” بينوتشي ” الى المحاكم سنة 1998، و أيضا باتهامه بخرق قانون ” العفو العام ” لسنة 1977بعد إصداره أمر بالتحقيق في إختفاء اكثر من 140 الف شخص اثناء حكم الديكتاتور الجنرال فرانكو بين سنوات 1936و1975..بعدها ستنهال عليه تهم الاختلاس و الابتزاز و الشطط في استعمال السلطة و التضييق عليه وهَلُمَ جَرا…

و من جهة ثانية ، فلعنة ” غالي غيت ” ستفضح المعايير المزدوجة لرئيس الحكومة الاسبانية سانشيز ، و ستعري عن استراتيجيته العدائية لكل ماهو مغربي او يصب ضد المصلحة المغربية..و ذلك بتدبيره ” الشخصي ” لتفاصيل دخول زعيم مليشيات البوليساريو للتراب الاسباني بهوية مزورة و بأيادي ملطخة بدماء المغتصبات و القتلى و المعذبين بوحشية في مخيمات الاحتجاز بتيندوف…
هذا في الوقت الذي صادقت فيه حكومة شانسيز في شتنبر 2020على مشروع قانون يتعلق بالذاكرة و العدالة…بعده سارع الى نشر تدوينة على توتير جاء فيها ” الذاكرة و العدالة و التعويض ، يجب ان تكون قضايا الدولة . اليوم نتقدم بخطوة جديدة للاعتراف بضحايا الحرب الاهلية و الديكتاتورية. اليوم نزيد من إغلاق الجروح و يمكننا التطلع للمستقبل بكرامة…”
لكن عندما يتعلق الامر بضحايا إسبان من أصل مغربي صحراوي يشتركون مع ضحايا عهد الجنرال فرانكو التعذيب و التقتيل و المقابر الجماعية و الاغتصاب..فإن لمعنى الذاكرة و العدالة و التعويض شيء آخر.. ولمعنى الاعتراف بضحايا الحرب و الجروح و الكرامة شيء آخر..!
إذ لا يمكن للحكومة اليسارية الاسبانية و لكل كتائب الاعلام و اشباه الحقوقيين و دُعاة الكرامة.. بعد فضيحة ” غالي غيت ” من إعطاء الدروس حول الديمقراطية او الكرامة لأي كان…لانه في الوقت الذي تدافع فيه حكومة سانشيز عن دمقرطة الذاكرة الجماعية و محاربتها كل آثار عهد فرانكو بما فيها حذف اسمه و القابه من كل الساحات العمومية و الشوارع و الازقة…نجدها تتجاهل و تهمل تحقيق العدالة و الديمقراطية في ذاكرة الصحراويين المغاربة ضحايا المجرم ” غالي “…

فعندما نقول إن المغرب انتصر في جولة ” غالي غيت ” فاننا نعني ما نقول.. إذ بقي المغرب بكل مؤسساته و بقواه الحية..منتصبا واقفا على أرض إجماع وطني ، في حين كان الجانب الاسباني على فوهة بركان سياسي قوي بين المعارضة و القوى الحية الاسبانية من جهة و حكومة شانسيز من جهة ثانية ، و لم يكن المغرب يوزع تُهم المؤامرة و التواطؤ ضد الوحدة الترابية المغربية مجانا، بل كان الجانب الاسباني في كل خرجاته الإعلامية الانفعالية و العصبية يعترف بجزئيات المؤامرة و يتراجع للوراء..كما ان النصر يعني ان تجعل الجانب الآخر يشعر بالقزمية و الدونية وهو ما شعر به جنرالات و مصاصي ثروات ” سونطراك”…

فمغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس ، رسالة لم يفهما الجانب الاسباني..لانه في الوقت الذي كان المغرب يدير معركة قوية بين الأجهزة الأمنية و الحكومية كل من الجزائر و اسبانيا مدعومة بسخاء ” سونطراك “…فانه كان مشغولا بمضامين النموذج التنموي الجديدو بأجندة التلقيح العمومي و المجاني ضد كوفيد 19 ، كما كان مشغولا بانجاح مناورات ” الأسد الافريقي 21 ” التي تنظمها القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا AFRICOM في يونيو الحالي بمشاركة 8 دول الى جانب 10الاف عسكري من المغرب و أمريكا … مناورات الأسد الافريقي ستقام اول مرة فوق مناطق الصحراء المغربية كالمحبس و الداخلة..و ستعرف متابعة إعلامية هامة…وهو ما حمل معه رسائل سياسية هامة ومن ضمنها إلغاء مشاركة اسبانيا في مناورات عسكرية مغربية أمريكية فوق الصحراء المغربية…فهل سيفهم الجانب الاسباني الرسالة الجديدة بأن المغرب ” أخد علما بذلك و سيتصرف بنا عليه…؟

عبد الله بوصوف…


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading