نافذة على المعاناة ..
إنخرطت الدولة المغربية في تشييد ، وإرصاء دعائم مشروعها الإستئصالي للحريات العامة ، وحقوق الإنسان ، بعدما رفعت من قيمة الميزانية المخصصة لدعم كل الموارد المادية والبشرية ، واللوجيستيكية منذ سنة 2011 ، إمعانا منها في إشاعة ثقافة الخوف ، وإختيار مدى فاعلية أدوات التكيل ، والقهر والإذلال على يد سجانين يبدعون فن صياغة الأصوات على أنين وآهات المصلوبين ، والمعذبين من عمق ساحات ، وأقبية سجونها الحالكة .
وقد أجمعت أجهزة المخابرات المغربية على وضع لمسات منفردة في إعداد هذا السجن على مقاسها بعدما أسندت إليها مهمة التفنن في تهيئ تصميمه ، وهندسة موقعه الجغرافي ، والإلمام بأدق التفاصيل المحيطة بإنجاز منشأة تتميز بظروف مناخية قاسية تصل درجة حرارتها في الصيف إلى 56 درجة مئوية ، وتحت الصفر في فصل الخريف ، وسط سلسلة جبلية تحاكي النموذج الأمريكي في جبال تورا بورا بأفغانستان ، وأبوغريب بالعراق .
يعمل هذا السجن السئ الذكر وفق نظام خاص يختلف عن باقي سجون المملكة من خلال إبقائه خارج دائة ( المراقبة القضائية ، واللجان الإقليمية ) ، وتمتيع بعض حراسه بسلطة مطلقة ، وحصانة جهوية تجهض جميع التحريات التي ترد من الإدارة المركزية ، بناء على تظلمات عائلات المعتقلين بعد رفض إدارة السجن تسلم شكاياتهم ، وإتلافها دون عناية دراستها والتحقيق في مضمونها .
هي مهمة قاسية أوكل تنفيذها إلى زمرة مارقة ذاع صيتها في الوسط السجني بمراكمتها لتجارب متعددة مكنتها من تبوء الصدارة برصيدها المهين ( المهني) المحزن برتب من درجات متفاوتة ، وشواهد جاءت بها معاهد المندوب السابق ـ خريج أم الوزارات ـ الذي أسهب في تلقينهم تكوينا بداغوجيا في إمتهان أسوء ألاساليب فظاظة ، وأشد الممارسات بشاعة للنيل من مواقف السجناء السياسيين ، والدوس على كرامتهم ، والمساس بحقهم في الحياة .
وتفتقد هذه المؤسسة إلى عدة مرافق ضرورية ، كمسجد ، وفضاء لنشر الغسيل ، وصالون للحلاقة ، في حين لا تتوفر الزنازن على نظام للإطفاء التلقائي ، ويعاني النزلاء من إنقطاع مستمر للماء الشروب ، ومن حمام معطل لأزيد من ستة أشهر ، والإهمال الطبي ، وإنعدام التغدية الصحية ، وسوء المعاملة ، فضلا عن عيوب في تسرب مياه الصرف الصحي إلى أرضية الغرف التي تأكل جدرانها نتيجة الرطوبة ، وتصدع سقوفها بسبب عوامل التعرية التي أدت إلى تشقق إسفلت أرضية ساحة الفسحة المهترئة .
إفتتح نهاية سنة 2015 بطاقة إستيعابية تصل إلى 1200 سرير ، سجن بويزكارن يعني بالأمازيغية ، سجن قطع الأحبال ، أو تقطع السبل في إشارة إلى وعورة جغرافيته ، وقساوة مناخه .
شهد وفاة نزيلين سنة 2016 ، و 16 محاولة إنتحار إلى اليوم ، نتيجة التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي ، ومضاعفات الإضراب عن الطعام .
عدم تسلم الشكايات ، منع المواد الغدائية من الولوج عن طريق الزيارة ، منع الزي الصحراوي ( الدراعة واللثام ) الإحتفاظ بالجرائد لمدة 24 ساعة لمراجعتها ، وقص المواضيع الحساسة ، الزيارة مغلقة ، التلاعب في الأدوية ، ومواد النظافة ، توزيع الوجبات الغدائية لفترات متباعدة تصل إلى 7 ساعات بكمية قليلة ، ويتم توزيعها بمغاسيل معدنية متحركة .
توزيع الوجبات الغدائية الرذيئة بأسلوب مهين من خلال مغاسل معدنية مزودة بعجلات لتسهيل تنقلها بين المطبخ والأحياء ، مزودة ببالوعة لتصريف المياه العادمة ..المرق وبقايا الطعام عند تنظيفه .
تصليب النزلاء بسلالم الأسرة بمصحة السجن بالأصفاد طوال النهار .
تعليق النزلاء بسلالم الأسرة بمصحة السجن بالأصفاد طول النهار
مجالس تأديبية صورية بمحاضر ملفقة تعزز شهادات الزور لنزلاء مستخدمين .
نفس الشهود الزور معتمدين في معظم المحاضر .
إجبار بعض النزلاء بأداء شهادات تحت الإكراه .
تشغيل نزلاء محكومين بخلفية تجارة المخدرات رغم حظر هذه الفئة من قانون السجون .
موظف فوق العادة :
يعمل وفق مزاج متسلط ببعد قبلي مقيت يحتكم إلى ??سلوب ال
موظف فوق العادة :
يعمل وفق مزاج متسلط ببعد قبلي مقيت يحتكم إلى أسلوب الإبتزاز ، والمساومة للضغط على النزلاء والتضييق عليهم لفرض ممارسات غير أخلاقية تتنافى والقيم الإنسانية ، وتسئ إلى هذه الوظيفة بعد إنحرافه عن أداء مهامه المنوطة به ، في حسن السلوك والمعاملة التي تحتم على كل موظف التحلي بها ليكون قدوة للإستقامة ، والإنضباط لقواعد العمل الجاد.
بتناسل إعتداءاته اللفظية والجسدية المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية ، دفعت بالعديد من النزلاء إلى محاولة الإنتحار بهذا الجناح الذي نال حصة الأسد من عدد حالات الإنتحار دون أن يتم فتح تحقيق للوقوف على ظروف وملابسات هذه الحالات المذكورة .
المصحة ترتيب المواعيد يفوق 6 أشهر ، وشهر لتسلم أقراص مسكنات الرأس ، ويتم تحديد قرصين للنزيل والإحتفاظ بالباقي .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.