بعد “فضيحة” المليونير بناني الذي احتفى بأضحية العيد على الطريقة السلطانية.. أتت لنا هذه الممثلة لتحتفي بعقيقتها وهي تحتمي مع زوجها تحت مظلة “سلطانية” يحملها رجل اسود البشرة.
بعض المتبرجزين المغاربة يحلو لهم التباهي بغناهم على منوال طقوس القصر…
ذهب الغالبية إلى تقديح سلوك الزوجين باعتباره يكرس العبودية..
اولا وجب التذكير على أن “السرباي” الأسود حامل المظل هو اكيد يقوم بعمل مؤدى عنه ولم يجبره احد على فعل ولم تسلب حريته وقراراته كما العبيد. لكن لا شيء يبرر هذه العنصرية المترسخة في نظرتنا الثقافية والمجتمعية للأسود. بحيث تخصص له مهن بشكل نمطي (مول الزريعة، حارس العمارة، مول الشاي في الأعراس، الطباخة، جلاسة الحمام، الفيدور، السرباي،مول المظل…) وقليلا ما نرى سود البشرة وزراء،برلمانيين، فنانين،إعلاميين، مدراء، عمال، عمداء… وبالتالي ولأن “بورجوازيتنا” هجينة وغير مجددة ثقافيا وحضاريا تراها هي المجتهدة أكثر في إعادة إنتاج الأنماط القروسطية المعششة في ثقافتنا ومعيشنا المشترك
ثانيا، وهذه ملاحظة ستزعج ولكنها واردة. إن المغاربة، كلما تحسنت أوضاعهم المعيشية كلما تماهو مع الأنماط السلوكية التي ترسخها السلطة الحاكمة ويرسخها المخزن.. يصبح المغربي الغني اكثر ميولا وتوافقا مع تقبيل يده ونعته بنعوت الانبطاح والطاعة على الشاكلة السلطانية… وبالتالي فإن الطقوس المخزنية تبقى مصدرا للتماهي المجتمعي.. اتذكر يوم زار نيلسون مانديلا المغرب بداية تسعينات القرن الماضي، واتذكر كم كان حانقا وممتعضا عند عودته لبلده (اول وآخر مرة يزور المغرب) عندما رأى في استقباله وفي مغادرته وخلال مكوثه بإقامته وأثناء زيارته لقصر الملك، رأي صفوفا من السود على شاكلة “عبيد” يقدمون التمر والحليب وينحنون تعبدا وإجلالا له وللحسن الثاني.. رجع وأخبر مساعديه بأن زيارته كانت مفجعة لأن المغاربة تعمدوا إهانته ومن تم اعتبرت جنوب أفريقيا المغرب بلادا لم تتحرر بعد من العبودية… بالطبع تسمح القصة بتأويلات كثيرة ولم أدرجها تنقيصا لأي نظام حكم، ولكن هذه السلوكيات تجد دوما ما يبررها في البنيات الفوقية للسلطة.. و تغييرها مسألة مرتبطة ليس فقط بالمنع الصارم لسلوكيات عارضة لأشخاص وإنما مرتبط بإلغاء هذه الطقوس.. ومن يبرر بقاءها لأنها قديمة متجذزة مستعصية فلن يكون شخصا يؤمن فعلا بمفهوم “العهد الجديد للسلطة”
اتذكر انه بعيد اندلاع الربيع المغربي وبعيد خطاب مارس 2011 لاحظ المغاربة كيف ان الملك محمد السادس عدل وانقص من ثقل البروتوكول الملكي.. وبالتالي فالبروتوكول مسألة متحولة وقابلة للتغيير وليست جامدة كما يدعي البعض.
يونس وانعيمي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.