للثقافة الوطنية أهمية كبرى في ضرورة الوعي الاجتماعي بها وترسيخها لدى ابنائنا ،فعندما نسألهم عن مكونات ثقافة الوطن لا يجيبون إن لم يكونوا جاهلين لما يعنيه هذا المصطلح.
فنتساءل عن دور المدرسة ومنظومة التعليم ببلادنا ، بل وحتى لدى بعض مثقفينا يقع الإختلاف في تحديد مفهوم الثقافة الوطنية ومكوناتها وجهل عمق محتواها الحقيقي.
مند كنا أطفالا تعلمنا في مدارسنا توحيد الصف وتحية العلم قبل الدخول إلى الفصل كنا نتعلم مادة التربية الوطنية ونغرف من دروسها قيم المواطنة وحب الوطن، و أناشيد لازالت ترن في آذاننا.
و بعد أن هرمنا فوجئنا بزلزال عنيف هز منظومتنا التعليمية والتربوية و الأخلاقية هز مجتمعنا، ممارسات لفآت من شبابنا في الشارع العام والفضاءات العامة وليس بعيدا عنا واقعة حافلة النقل العمومي التي تحولت إلى مكان استحمام في صورة عرت واقعنا كما تعرى من تجرؤا على فعلتهم.
زلزال هز مقرراتنا التعليمية وعرى فشل مختطاتنا وسياستنا التربوية، لم تنفع معه لا خطة التربية على المواطنة ولا خطط ممارستها وتجسيدها على الواقع الملموس، وفشل الكتير ممن اوكلت لهم هذه المهام في ترسيخ معنى الإنتماء للوطن.
حتى اغانينا الوطنية الموسمية لم تعبر في أغلبها عن معنى الوطن وحب الوطن والقيم الحقة للوطنية والانتماء الصحيح للأرض وثقافة الوطن. اللهم القليل منها أو ما تستدركه ذاكرتنا، فننشدها ونتغنى بها لتظل ساكنة في أعماق وجداننا.
أن توالي أحداث مثل سابقها بحافلة عمومية باكادير و تجريد فتاة من لباسها بحافلة أخرى عمومية بالدار البيضاء و ارتفاع ظاهرة الكريساج وبواضحة النهار في العديد من مدننا و تعاطي والاتجار في المخدرات بمختلف أنواعها، والأمر أن في كتير من الحالات مرتكبوا هذه الجرائم أحداث (قاصرين).
اننا كلنا مسؤولون، فلسنا في مأمن من أي حدث قد يهز مجتمعنا ويتهدد مصير شبابنا.
كنا لاهين غافلين وكانت الحياة تسير في دعة إن لم تكن تسير دون أي إكتراث لأي امر وحدث جديد، في غياب رقابتنا الأسرية لما يتسلل لأبنائنا من قيم هدامة ودعوة لتحديات خطيرة لا تراعي قيمنا ولا ثقافتنا الوطنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الجريمة والتطرف وحتى بعض الممارسات الشاذة (البوز) مثلا الذي هوى ويهوي بشباب حديت العهد بسن المسؤولية الجنائية للسجن وهنا اتحدت عن” بوز” حافلة أكادير الذي تداولته وسائط التواصل الاجتماعي، وما خفي كان أعظم .
وأعود لثقافتنا الوطنية وما عرفته العديد من المظاهرات الأخيرة لحمل أعلام مختلفة وحتى رفع أخرى أجنبية وهنا اذكركم برفع العلم الأمريكي لمعتصم بمدينة بوجدور فضل تسلق لاقط هوائي وحمل لا فتة والعلم المذكور ومطالبه لا تتعدى حقه في الشغل . فاضحى لدى البعض منا علم البلاد الرمز الرسمي والسياسي والوطني الذي يجسد حمولة تاريخية ومجدا من النظال، سوى قطعة ذات لون احمر تتوسطه نجمعة خماسية خضراء ترفرف على سواري مؤسساتنا واداراتنا العمومية أو تزين بها الجدران وقت الأعياد والمناسبات الرسمية، ولم يعد العيد الوطني يعني للكتير شىيئا سوى يوم عطلة إضافية.
أنحتاج إلى صاعق كهربائي يفجر غفلتنا ويهز سباتنا لنحس بما حولنا وبأن هناك اخطار تتربص بحياتنا وأمن وطننا.
لقد آن الأوان لترسيخ مكونات ثقافتنا الوطنية في عقول ابنائنا والوعي بقيمه ورموزه وتسخير أدوات العصر الإلكترونية لخدمة الوطن والدفاع عنه بدل استعمالها في التباهي بإرتكاب الجريمة ونشر الأفكار الهدامة.
ذ/الحسين بكار السباعي.
باحث في الإعلام والهجرة وحقوق.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.