مرة أخرى ، تعود إسرائيل إلى تصعيدها المعتاد ضد قطاع غزة في فلسطين . وهكذا استقبلت المدينة وسكانها شهر رمضان الأبرك تحت القصف العنيف الأعمى، مما أدى إلى استشهاد 27 مواطنا ومواطنة بينهم أطفال رضَّع ونساء حوامل وإصابة 157مواطنا آخرين، فضلا عن تدمير 130 وحدة سكنية بشكل كامل وتضرر جزئي لحوالي 700 وحدة.
ودائما تجد إسرائيل الأعذار حين تريد التصعيد ضد الشعب الفلسطيني الشقيق أو للتمهيد لقرارات أو خطوات مقبلة تستهدف القضية الفلسطينية، وذلك ضدا على الإرادة الدولية وفي انتهاك صارخ ضد القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية.
إن اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي تابع بقلق كبير هذا العدوان الإسرائيلي الجديد ليعتبر هذا التصعيد العسكري ضد شعب أعزل استمرارا لنهج متغطرس يستخف بالقانون
الدولي الإنساني، ويعتبر العنف خيارا لتدبير التوترات اليومية، وذلك أمام صمت دولي متواطئ أو منحاز أو لا مبال، والحال أن الشعب الفلسطيني في حاجة إلى حماية جدية وإلى أسباب العيش الكريم، وإلى الأمن والسلم شأن شعوب الأرض جميعا.
والاتحاد بوصفه منظمة برلمانية يطالب الأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية والمنظمات الحقوقية في العالم إلى المزيد من الضغط على إسرائيل قصد إلزامها بوقف هذه الخيارات العدائية المسلحة التي
لا تكاد تتوقَّف حتى تبدأ من جديد، وذلك في تنافٍ واضح مع القوانين الدولية، خصوصا اتفاقية جنيف الرابعة والتزاماتها المنصوص عليها بصفتها دولة قائمة بالاحتلال.
ولا يسع اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، أمام هذا الأمر الواقع، سوى أن يعبر عن إدانته لهذه الغطرسة العسكرية الإسرائيلية التي تأتي على الأخضر واليابس من تقتيل وتشريد وترويع المواطنين الفلسطينيين، فضلا عن ما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقالات عشوائية. بالإضافة إلى السماح المنهجي الملموس لعشرات المستوطنين الإسرائيليين باقتحام ساحات المسجد الأقصى في أول أيام شهر رمضان وقيامهم بجولات تستفز راحة ومشاعر الفلسطينيين المسلمين . ويرى الاتحاد أن من شأن هذا العدوان الإسرائيلي المسترسل، بأشكاله العسكرية والإدارية والرقابية،
أن يعمق التوتر في النفوس ويقوي مظاهر التطرف والغلوّ والانغلاق في عالمنا الإسلامي وفي العالم.
ولا يفوت اتحاد المجالس أن يحيّي الضمائر الحية في العالم التي أدانت هذا العدوان وأكدت على ضرورة حماية الشعب الفلسطيني وصيانة حقوقه المشروعة في استقلاله وبناء دولته الوطنية المستقلة، وفي التنبيه إلى مخاطر هذه المقدمات التي يراد لها أن تمهِّد لخيارات عدوانية ظالمة في المنطقة باتت تلوح في الأفق.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.