غريب ما يجري بيننا وما تشاهده عيوننا من حراك قالوا عنه إعلامي ، والإعلام بريئ منه براءة الذئب من أبناء يعقوب ، جميل أن ترى ثورة الهواتف في المغرب عمت وتعممت وأنجبت لنا فيلقا من شركات الاتصالات والهواتف وفتحت سوقا متسخا لمحلات الصيانة وإصلاح أعطاب الهواتف ، والعطب فينا قد نخر ماتبقى من ثقافتنا وهويتنا ومراجعنا التقليدية ، نحن فعلا في زمن التهافت عن الفضح والفضيحة ونشر غسيل الفساد ، حتى إن بعضنا أصبح قناصا لعمليات القتل أو الإنتحار أوحتى الإغتصاب المباشر ، صورنا أضحت تجارة مربحة لذى علماء الإجتماع في دول أخرى ، بل صارت مراجع تدرس في الجامعات كنموذج مجتمعي شاد يهيء نفسه للنزول إلى الهاوية ….هكذا ترسم الشعوب نهايتها، من حيث لاتدري ويتساءلون دون استحياء .
لماذا نشكوا من البطالة ؟ ولماذا تساوى الأمي والجاهل ؟ ، ولماذا يتربع فاسدون على كراسي التسيير في أعلى سلطة تشريعية في البلد ؟ ، ولماذا تدحرج التعليم إلى أسفل الحضيض ؟ ، ولماذا عم الفساد الأخلاقي في أسرنا حتى أضحت نساؤنا تشرب الشيشة والخمر في قارعة الطرق ولامن يحرك أصبع الإستنكار …..؟ ماذا يحدث في المغرب ؟ هل فعلا نحن في مأمن ولاخوف على مصير أمتنا ؟ ، هل جيلنا القادم قادر على حمل المشعل ؟ وأي مشعل ؟ وثانوياتنا تحولت الى قلعة للرذيلة وجامعاتنا فارغة من التحصيل المطلوب ، وأما الشباب فصورته في الشوارع تؤكد كل شيء .
قد يقول القائل أننا نكتب كتابة تزعج جهات معنية بداتها ، أو قد يفسرها البعض أنها كتابة مطلية بذهان سياسي وتحمل تبطينا معينا يشبه التحريض ، لكن وفي قرارات الجميع أن هذا ليس إلا غيض من واقع تومنون ببعضه لكنكم تكفرون بجهره إما خوفا أو نفاقا لكنني مدرك أنكم ترفضونه من داخلكم لأنه جزء من أزمتكم التي تحاولون صباغتها بشعار المغرب زين وأحسن من أوروبا كما قالها رئيس الحكومة في تصريح أشبه بالفضيحة ، وقالها بعده رجال كنا نعدهم من الأخيار ، لكن بعد وصولهم الى مناصب القرار تغيرت اللهجة وعم الرخاء وبعدها أصبح من مزاميرا النفاق والإرتزاق .
لقد شهد المغرب هزات عصيبة مرت بسلام وحفظ الله بها البلاد والعباد وهي نعمة نريدها أن تدوم لكن بأي حال ستدوم ونحن نخرب ما يبنيه رجال يشتغلون في الظل يخشون على أمن هذه البلاد خشيتهم على أبناءهم لكنهم قليلون وصمودهم قد يطول أو قد يختفي أمام موجة الفساد الذي عرى الشجرة الأخلاقية لشعبنا وترك بعض الحاقدين ينتظرون سقوطها ، فحذاري أن تصبح الآية الكريمة «يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين » قريبة منكم ، هذا الوطن ملك لكم وأنتم شرايينه وعصبه الأساس ، وما نشاهده من حراك غير أخلاقي يظهر جليا من خلال الصور المقيتة التي تتداولونها بينكم والزمن الذي تغتالونه بين أصابعكم وأنتم تحملون علب هواتف لاتحسنون استعمالها فهي سم يسري في ثناياكم وأنتم لاتشعرون .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
