دعا الباحث في علوم الحديث النبوي المهندس نور الدين الأشهب إلى تطوير مناهج دراسة الحديث بالاستعارة من حقول علمية أخرى كحقل الرياضيات، وذلك لمحاصرة الأخطاء التي تطبع مناهج دراسة الحديث حسب رأيه، وقال الباحث في الفكر الإسلامي في مداخلة له تحت موضوع ” مقارنة بين المنهج التقليدي في دراسة الحديث و”الهندسة الحديثية” بالملتقى الوطني السادس للباحثين في العلوم الشرعية صباح اليوم (الأحد) بمدينة طنجة، إن المنهج التقليدي لا يعالج الأخطاء في علم الحديث، معتبرا علم مصطلح الحديث علم متجدد في كل زمان بتجدد الصلابة المنهجية عند المحدثين، مشيرا إلى أن منهج دراسة الحديث تطور عبر التاريخ انطلاقا مما سماها بالمرحلة التقويمية مع الصحابة الكرام.
مولاي محمد بن حماد، مسير الجلسة الثانية للملتقى الذي تنظمه حركة التوحيد والإصلاح، عقب على مداخلة الأشهب بالقول : هذه محاولة لقراءة تجديدية مغربية تسعى لتوظيف علوم الرياضيات في علم الحديث، وهي تحتاج لدراسة معمقة وواسعة للإسهام في تطوير وتجديد علم الحديث حسب قوله.
بدوره دعا الدكتور عدنان أجانة، في كلمته بالجلسة الثانية للملتقى إلى استثمار علوم وحقول معرفية أخرى في علم مصطلح الحديث، مشيرا إلى أنه لا سبيل لمعرفة مواضع الزيادة بدون معرفة مواضع النقص حسب رأيه، واعتبر في محوره تحت عنوان ” المدارس الحديثية : قراءة في مناحي الاجتهاد وآفاق الاستثمار” أن مفهومي العدالة والضبط في علم الحديث تغيرت قواعدهما بتغير معايير علماء الحديث، مبرز مثال الحافظ ابن حبان الذي وسع من مفهوم العدالة وضيق في مفهوم الضبط حسب ما جاء على لسانه.
الدكتور سعد الدين العثماني اعتبر في تعقيب له بذات الجلسة التي أقيمت بقاعة المؤتمرات بمقر جهة طنجة تطوان، أن الإشكال المطروح في علم الحديث ليس في الرواية بل في المتن والمضمون، باعتبار الصحابة لم يركزوا على الرواية، واعتبر العثماني أن كم الأحاديث الكثيرة ليس مهم خاصة وأن كثيرا منها يتحدث عن السيرة، بل المهم هي الأحاديث القائمة على الدين والدعوة للعمل حسب رأيه.
كما تحدث الباحث في الدكتوراه محمد بن فريد زريوح في محوره “دعوات التجديد في علوم الحديث : قراءة في النماذج” في الحاجة إلى التجديد في العلوم الشرعية ومفهوم التجديد وتاريخه وفكره، كما تطرق إلى دعوات المفكرين المعاصرين في نقد المنهج النقدي عند المحدثين.
يُذكر أن الملتقى الوطني السادس للباحثين في العلوم الشرعية يعرف مشاركة عدد من العلماء والباحثين في العلوم الشرعية من المغرب وخارجه، وذلك ضمن أربع جلسات رئيسية، تهدف حسب فيصل البقالي المسؤل عن الملتقى ومسؤول قسم الإنتاج الفكري لحركة التوحيد ولإصلاح، إلى تجديد الحركية في هذا العلوم الشرعية، والإسهام في تجديد مفاهيم العلوم الشرعية وتعزيز التواصل بين الباحثين في العلوم الشرعية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.