الفنان “عبد الله بوكرن” الفن الأمازيغي في حالة شرود ذهني ومنحصر في “تغيولت” و “تكرتيلت”‎‎ وبحاجة لنفس شبابي

voltus30 يناير 2018آخر تحديث :
الفنان “عبد الله بوكرن” الفن الأمازيغي في حالة شرود ذهني ومنحصر في “تغيولت” و “تكرتيلت”‎‎ وبحاجة لنفس شبابي

حاوره: أحمد الهلالي

من هو عبد الله بوكرن؟

شاب من جبال تيزنيت الشامخة ابن القرية ولادة وترعرعا كغيري من أبناء هذا المجال فتحت عيني على الحياة بقساوتها ومتاعبها الكثيرة ولم أكن يوما أدري أنني سألج المجال الفني والمسرحي بحكم غياب أي مؤشرات تدلك على شيء اسمه الفن فالناس في قريتي الصغيرة يمضون يومهم فقط بحثا عن لقمة العيش بين الحقول الزراعية لهم ولماشيتهم

وكيف إذا كانت بدايتك الفنية وكيف ولجت عالم المسرح والسينما؟

بدايتي مع الفن بدأت بعشق السينما والمسرح والموسيقى خصوصا أفلام الفيديو آنذاك مثل “داحماد” و “بوتفوناست” وأيضا أفلام هندية وأفلام الكراطي وهذا طبعا بدأ في سنة 1996 و 1997 وكنت كل ما سنحت لي فرصة لزيارة خالي في مدينة تيزنيت أستغل الفرصة للذهاب للسينما أو كراء أفلام لمشاهدتها ﻷننا كنا نفتقر للكهرباء أنذاك في المنطقة…وفي سنة 2001 و 2002 تركت الدراسة وذهبت للعمل في المقاهي والمحلات التجارية لكن رغم ذلك إلا أن المسرح يجري في دمي وفي سنة 2006 كتبت قصة صغيرة بعنوان “دابيهي” وطبعا كان الشخص الأول الذي ساعدني وشجعني لولوج هذا الفن هو الأخ “محفوظـ بيزداين” وقد قام بتصويرها وجعل منها فيلما قصيرا رغم أنه كان فيلما أنتجنه بيننا إلا أنه دفعني للبحث وتعميق في المجال المسرحي والفني بصفة عامة وفي سنة 2008 كتبت فيلما أخر بعنوان “بلقـد أبران” وفيلما أخر بعنوان “الكنز” سنة 2010 وقد قمنا بتسجيلهم إنتاجهم بيننا نحن أبناء المنطقة نظرا لعدم توفير الإمكانيات…وبعدها بسنة قمنا بتأسيس جمعية تحمل إسم جمعية “إغالن للتنمية والثقافة والرياضة” من أجل تشجيع الشباب ومواهب المنطقة وقد قمنا بعرضين مسرحيين وهم من تأليفي الأول بعنوان “كار سوق” والثاني بعنوان “سنات تمغارين” لكن بعدها بسنتين أسسنا جمعية أخرى تحمل إسم جمعية “د شباب القرية” ولها نفس الأهداف وقد قمنا بعرض مسرحي من تأليفي بعنوان ” يا يوضرن كرا إحلبت”

-ماهي الصعوبات التي واجهتك في بداية مشوارك؟

للأسف الشديد عشنا تهميشا ولا أحد يهتم بالطاقات الشابة خصوصا وأننا ترعرعنا في منطقة  نفتقر فيها لأبسط الضروريات الحياتية وحرمنا فيها من أماكن ومراكز لصقل مواهبنا كشباب له من المؤهلات التي تجعله يبزغ نجمه ساطعا لو أنه ولد في محيط اخر كهذا المحيط الهاش والذي لا تتوفر فيه جميع المكونات الثقافية والاجتماعية والرياضة وغياب تم للمركبات السوسيوثقافية وأيضا دعم المسؤولين في المنطقة الذين يطلون علينا فقط مع اقتراب أي موعد انتخابي ويوزعون علينا الأماني والورود التي سرعان ما تذبل مع جمع صناديق الاقتراع وسيقى شباب المنطقة عرضة للضياع والانحراف بمختلف تجلياته…

-حدثنا عن انطلاقتك الفعلية في الميدان وأهم مشاركتك الفنية؟

  بالرغم من كل هذه الصعاب إلا أن حب المسرح والفن يطاردني أينما ذهبت حتى بداية سنة 2016 التي شاهدت إنطلاقتي في نوع أخر من الفنون وهي الكوميدية التي دفعني إليها المسرحي والممثل السيد “محمد أبجوك” الذي أعطاني فرصة للمشاركة في دورات تكوينية في المجال المسرحي وأيضا منحني فرصة للمشاركة في مهرجان لول للضحك بتيزنيت بصفته مديرا للمهرجان والذي حزت فيه على الجائزة الكبرى في الكوميديا “”one man showوبعدها شاركت مرتين في البرنامج التلفزيوني لقناة تمازيغت الذي يبث في شهر رمضان مقهى “إينازورن” سنة 2016 و 2017 وأيضا مهرجان أنزي 2016 وملتقى جمعية توادا لخير في تارودانت 2016 وبرنامج المواهب “HEAVYMUSICLAB” بأكادير 2016 وملتقى “الكريمة” 2016 وأيضا مهرجان مواهب الشابة بإنزكان 2016 وأيضا مهرجان مواهب أيت ملول 2016 وأيضا ملتقى الإعلامي الرابع بميراللفت 2016 وأيضا البرنامج التلفزيوني بنسخته الأولى بالمغرب JEMAL_COMEDY_CLUB “”الذي تم بثه في القناة الثانية بجانب ثلة من الكوميديين المغاربة والعالميين وخصوصا الكوميدي الكبير ايكو” كما شاركت أيضا في مهرجان “just pour rire agadir” بجانب ثلة من الكوميديين العالميين وأيضا وطنيا وجهويا وأيضا مهرجان “الزيتون” بتكانت كلميم وبعض السهرات والحفلات كما شاركت أيضا في دورات تكوينية في مجال المسرحي والكوميديا وأخيرها في ملتقى كواليس للمسرح بتيزنيت كما أيضا شاركت في تنظيم وتأطير ورشات للشباب في مجال المسرحي وفي إعداد الممثل منها ملتقى “حكواتي” وملتقى “KIDS_TALENT”كما قمت أيضا بالمشاركة في مسرحية بعنوان “تاكموت” للفرقة المسرحية “MASK”للأبحاث المسرحية التي هي طبعا من تأليف وإخراج الأستاذ والمخرج “محمد أبوري” التي قمنا بعرضها في عرضها الأول في أيام التراث بتيزنيت وأيضا في ملتقى “كواليس ” للمسرح بتيزنيت كما ستكون لنا بها جوالات إن شاء الله…كما شاركت في مسرحية “تيساتينمن” تأليف وإخراج “محمد أمايور بلقايد” التي قمنا بعرضها في كل من تيزنيت وأيت ملول كما ستكون لنا بها جوالات قريبا…

-كيف ترى المشهد الفني والفن الأمازيغي بصفة خاصة؟

الفن الأمازيغي مازال يعيش حالة من الشرود الذهني ومازالت تعتريه عدة اكراهات من بينها أننا نشاهد دائما سيطرة نفس الوجوه المألوفة على الأعمال التلفزية والتي لا ترقى للمستوى المطلوب لكي تتنافس مع الأعمال الفنية الناطقة بغير اللغة الأمازيغية وهذا راجع إلى غياب الابداع فيها نتيجة تقهقر عقول أصحابها التي مازالت متشبعة بأفكار رجعية وغير منفتحة على محيطها الخارجي ومنغلقة على تلك البيئة البدائية وتصور لنا الفن والسينما الأمازيغية على أنها منحصرة فقط في “تاغيولت” و”تكرتيلت” كأننا نحن الأمازيغ ليست لنا هوية وثقافة حضارية نسلط عليها الضوء لإظهارها للعالم وبالتالي فأمثال هؤلاء هم من جعل السينما الأمازيغية تتدحرج الى قاع مظلم لا مخرج فيه إلا بالالتفات للشباب المبدع والطموح وإعطائه الفرصة والأخذ برأيه في هذا المجال ومنحه متنفسا آخر يستنشق من خلاله هواءا نقيا ينظف به رئتيه المتسختين

-رسالتك للفنانين الشباب

  يجب على أي فنان أو أي شخص ألا يقول بأنه وصل إلى القمة ﻷن كل من يقول ذلك  فوقت فشله قد حان كما يجب أن يبقى الإنسان متواضعا ﻷنني شخصيا لا أقول أنني وصلت إلى القمة أبدا فخط الوصول هو النهاية ومازلت أتعلم وأريد تعلم المزيد خصوصا التكوينات من أجل رفع مستوى الفن في مدينة تيزنيت التي أصبحنا نرى ونعاني من التهميش والإقصاء لدى المسؤولين خصوصا أن الشباب التيزنيتي لهم مواهب لا تعد ولا تحصى ودائما يشرفون مدينتهم على أحسن وجه وفي جميع المجالات الرياضية والثقافية والإجتماعية والفنية إلا أنه للأسف المسؤولين لا يهتمون ولا يبالون بأبنائهم الذين أصبحوا يجدون الإهتمام في الخارج أكثر ما يجدونه في الداخل…

-كلمة أخيرة

أود أن أشكر جريدة ” النهار نيوز المغربية “من خلال شخصكم الذي استضافني في هذه الجريدة المحترمة خصوصا لما تقدمه من دعم إعلامي للشباب كما أشكر عائلتي والصديق “عبدالله فينيكس” الذي دائما يمد لي يد العون سوءا ماديا ومعنويا وأيضا الأساتذة الذي أشرفوا على تكويني وتأطيري ودعمي وهما الأستاذ “حسن شرف” الأستاذ “حسن هيزور” والأستاذ “محمد أبوري” والأستاذ “أحمد أغوجدام” والأستاذ “محمد أوراغ” والأستاذ “عبدالله المناني” والأستاذ “أغوليد الحسن طاهري” والأستاذين عبداللطيف حسايني” والأستاذ “ياسين العمري” والأستاذة راضية مدغى” والأستاذ “إبراهيم أودادا” والفنان التشكيلي “محمد أوتوف” كما لا أنسى شكر أصدقاء كل بإسمه ﻷن لهم الفضل على ظهوري في المسرح ﻷول مرة…


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading