البكاء قبل النوم لا يعتبر ظاهرة، بل هو حالة معينة يمر بها بعض الناس نتيجة تعرضهم لضغوطات مستمرة، فما أن يضع الإنسان رأسه على المخدة حتى يبدأ يتذكر رغباته المكبوتة والأشياء المحبطة فى حياته، كما يتذكر فشله فى بعض المواقف وعدم قدرته على تحقيق ما يريد من أمور معنوية ونفسية وجسدية.
فيبدأ بالشعور بالتوتر والحزن، وبعدها يصاب بالإرهاق وتبدأ مشاعره السلبية بالظهور، فينفجر بالبكاء ويحاول التنفيس عما بداخله بالدموع، حيث إن مدة البكاء وكثرته تعتمد على الحالة النفسية والشخص نفسه.
ويمكن أن يكون البكاء قبل النوم عادة عند البعض.
إن بعض الناس يكونون سلبيين من الداخل، ويصبح الحزن عندهم عادة، فدائما يفكرون بالموت والأمور الحزينة التى تجلب لهم الاكتئاب، فيبكون باستمرار فى جميع الأوقات، وليس قبل النوم فقط، وهنا بالطبع يلزم العلاج النفسى، وجلسات تخلص هذا الشخص من هذه الحالة.
كما أن هناك سبب آخر قد يضع الإنسان فى إطار الحزن والبكاء، وهو أن يكلم الإنسان نفسه باستمرار، وهذا ما يعرف بالتداعى الحر عند مدرسة التحليل النفسى، وبذلك تسيطر على الفرد أفكار معينة قد تكون سلبية، وتتمحور حول الانتحار والرغبة فى التخلص من الحياة وهنا بالطبع يكون الفرد يعانى من حالة اكتئاب حادة يحتاج فيها إلى مراجعة طبيب نفسى متخصص.
كما أن هناك سبب آخر للبكاء قبل اللجوء للنوم، وهو “أحلام اليقظة”، فالعديد من الناس، خصوصا الشباب و الفتيات يعيشون هذه العملية العقلية اللاشعورية، فنجدهم دائمى السرحان والتفكير، وكل هذا بسبب طموحات لم يحققها، فيغلب عليه عقله الباطنى، ويصبح الإنسان خياليًّا أكثر من اللازم، فيبكى لعدم قدرته للوصول إلى ما يريد.
أما أضرار البكاء المستمر فيسبب أعراضا بدنية ونفسية سيئة، كالصداع المستمر، والقولون.
فيمكن التخلص من القلق والتوتر والبكاء، بتعلم مهارات استرخاء العضلات والتنفس السليم، كما على الفرد أن تكون لديه دراسة بالتصورات العقلية والتخيلات وحدودها، وإذا كان يبكى باستمرار، فيجب أن يعلم أنه يعانى من اكتئاب ويحتاج إلى علاج.
الحديث مع صديق مخلص يمكن أن يساعدك فى إفراغ ما بداخلك من حزن وآلام وشعور بالإحباط ليس عيبًا أن نطلب المساعدة من أى جهة تملك حق المساعدة فى نظرنا، فهناك الاختصاصيون والمستشارون والإرشاديون الاجتماعيون والنفسيون.
كل يستطيع أن يساعد بما يملك وما يقدر عليه، فقط يجب أن نعترف بأن لدينا مشكلة، وأننا بحاجة للمساعدة ، فاحذروا البكاء قبل النوم
مراسلة عبدالله بناي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.