“10 دجنبر”…اليوم العالمي للإعلان عن الميثاق الدولي لحقوق الإنسان , اليوم الذي تطرح فيه على ضمير البشرية جمعاء ,قضية “الديمقراطية” كحاجة إنسانية ملحة وكوصف لواقع الحال السائد في البلدان المكبلة بقيود الاستغلال والاضطهاد , حيث الكلمة الحرة مصادرة ,والتفكير مصادر, وآلية القمع بكل أشكالها وتلاوينها سواء في الميدان الاجتماعي والسياسي والثقافي تمتد لتنتزع عن الإنسان أبسط الحقوق الإنسانية…ضمنها الحق في العيش الكريم …فحياة الإنسان في بعض البلدان… سلسلة مركبة ومحكمة بشتى أنواع القمع والاضطهاد ,وتبدأ عبر الأسرة , حيث تبرز العلاقة السلطوية و القهرية التي تمارس على الطفل , لتدجينه وترويضه ايديولوجيا عبر وسائل الإعلام المتنوعة والمسخرة لذلك, وعبر الهياكل التربوية والمناهج التعليمية ,معتمدة “التلقين” بالدرجة الأولى وقتل كل ملكات الإبداع والنقد والتساؤل لدى الطفل ,وما تلبث نفس العلاقة الاستبدادية تمارس على الإنسان .. عندما يصبع يافعا عبر جل مجلات الحياة الحيوية. ففي الميدان الاجتماعي ,عبر الهياكل البيروقراطية للسعي لترويضه وتحويله لمجرد “وعاء فارغ” قابل لكل التعسفات التي تعترضه يوميا وبشكل تلقائي حتى يعتاد هذه السلوكيات والمعاملة ويتقبلها كقيمة اجتماعية حتمية ,فيتولد لديه “إحساس “بالذنب لانتمائه لهذا العالم …عنوان الفقر والاضطهاد.
أما في المجال السياسي , تتجسد وتظهر العلاقة السلطوية في المؤسسات التي تقيمها السلط الطبقية للترويج لشعارتها السياسية المرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالحها…رغم اضفاء ألوان التمويه ل”الديمقراطية …الحرية …العدالة..”عليها. فمجرد استعمال العقل والتفكير في تحليل الواقع هو خروجاُ سافراً عن القوانين والمعتقدات والعادات السائدة …وعقابه السجن ,…باعتباره ارتكب “جريمة” في حق المجتمع …والإثبات المادي… هو عقله …ضميره…وهو تهديد للأمن العام.
فالسلطة… في هذه الدول … لا تلجأ الى مشروع مجتمعي فكري تنموي بشري، تؤكد فيه صدق مشروعيتها الديمقراطية عبر الآليات المتعارف عليها أمميا وعالميا ,دون اللجوء الى آليات القمع والتدجين … الخ.
ب .مصطفى
10\12\2016
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.