عمدت بعض المؤسسات الإدارية والهيئات المنتخبة واعيان الأقاليم الصحراوية لتجاهل مطالب بعض الشباب الصحراوي، الذين تم إقصائهم من عملية التوظيف الذي عرفه مؤخرا قطاع الفوسفات بالعيون. هذه المطالب الذي كرسها الخطاب الملكي اذ جلالة الملك محمد السادس إلى إدماج المكون الصحراوي في الأوراش التنموية التي عرفتها الأقاليم الجنوبية، لكن ما وجدوه هؤلاء الشباب كان معاكس لذلك تماما، حيث تم تعمد إقصائهم وتجاهلهم والتعامل معهم بالأذان الصماء.
وما كان أمامهم إلا السير نحو العاصمة الرباط للتعبير عن مطالبهم المشروعة التي يكفلها الدستور والاعتصام أمام مقر وزارة الداخلية ولكن يبدو أن عدم المبالاة أيضا تجتاحهم هناك أمام السلطة التنفيذية والتقريرية ومن ثم التجأ الشباب المقصي إلى الدخول في إضراب عن الطعام كان إنذاري في المقر الرئيسي للمجلس الوطني للحقوق الإنسان ولكن على ما يبدو أن حتى المجلس الوطني “للحقوق الإنسان” لم يبالي بالأمر واكتفى بتوفير المكان الذي سيضرب فيه الشباب المقصي ولم يقدم المجلس أي مواقف رسمية تجاههم ولا حتى مساندتهم معنويا .
بعد ثلاث أسابيع من احتجاجهم أمام وزارة الداخلية بطريقة سلمية وحضارية تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، إذ ب “الشباب المقصي” يتفاجأ صباح اليوم الموافق ل 14 أكتوبر بتدخل همجي وعنيف من طرف السلطات المحلية لمدينة الرباط سقط خلاله ثلاث ضحايا من مجموعة “الشباب المقصي” ورغم ذلك إلا إن “الشباب المقصي” عازم على مواصلة نضاله حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.
ومن هنا نستخلص دور المنتخبين والأعيان للإقليم على أنهم يسعون فقط وراء تحقيق المصلحة الذاتية وعدم التجاوب مع المطالب الاجتماعية للمواطن الصحراوي، وهذا الأمر لا يدع مجالا للشك في أن العنصر الصحراوي غير مرغوب فيه من قبل دوائر إتخاذ القرار وهو ما يعني بأن الشباب الصحراوي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الوعي والاستعداد للتضحية في سبيل تحقيق المساواة والكرامة وأن لا يعلق الكثير من الآمال على أعيان المنطقة وشيوخها اللذين أثبتت التجارب انفصالهم عن هموم المجتمع وتجاهلهم للمواطنين.
ولا يسعني في الأخير أن أوصي “الشباب المقصي” بعدم التنازل عن مطالبهم المشروعة التي يكفلها الدستور المغربي وكذا خطاب جلالة الملك محمد السادس في زيارته التاريخية للعيون.
وما ضاع حق وراءه طالب، ولا يسعني الآن إلى شكر كل من ساهم في نشر هذا المقال
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.