العالم الأزرق… ما بين الإتصال والإنفصال!

voltus14 سبتمبر 2016آخر تحديث :
العالم الأزرق… ما بين الإتصال والإنفصال!

عادة ما يرتبط اللون الأزرق بالسماء والبحر، ولكنّه مع تغير المفاهيم، وإعادة تعديل الدلالات اللونية لتصبغ بالعالم الإلكتروني كحال غيرها من مفاهيم الجمال. فأصبح اللون الأزرق مرتبطاً بعالم مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أخذت معظم تلك المواقع اللون الأزرق ليكون عنوانها في المستقبل القادم. فأصبح العالم الافتراضي عالماً أزرق بالهوية.
لن يختلف ذلك «العالم الأزرق» عن البحر والسماء، فهو عالم لا حدود له، ولكن الفرق الوحيد هو أن للبحر شواطئ، وللسماء نجوماً نستدل بها، ولكن داخل العالم الأزرق «العالم الافتراضي» لا شواطئ نرتاح إليها، ولا نجوم نستهدي بها، فالسرعة هي الفيصل في ذلك العالم، فالوقت يُمرّ سريعاً داخل ذلك العالم.. فإن كنت ممن يملك وقتاً إضافياً، فذلك «العالم الأزرق» يعطيك فرصة ذهبية لتبذير ذلك الوقت بالانفصال وليس بالاتصال.
تسير السفن في البحر الأزرق ورواده امتلكوا الخبرة والمهارة مسبقاً، ولكن هل يمتلك روّاد شبكات التواصل الاجتماعي الخبرة والمهارة ذاتها للتعامل مع ذلك العالم الافتراضي؟ يا أيهّا المُبحرون في ذلك العالم الأزرق «الافتراضي»، احرصوا على التجديف ببطء، وخذوا حذركم، فأنتم لم تخبروا ذلك العالم بعد. إنّه ليس كالبحر، وأمواجه ليست كأمواج البحر، والغرق فيه يعني الانفصال عن عالم الواقع، حيث تتحول إلى شخص يتكلم بأصابعه ويتنفّس بالرموز والتعبيرات التي يفرضها عليك ذلك «العالم الافتراضي».
إنّ ميلاد «العالم الأزرق»، ممثلاً في مواقع التواصل الاجتماعي، ما كان ليكون لولا عقل الإنسان وتفكيره، فوجوده ارتبط بغاية وهي اختزال المسافات وتقريب البعيد، فلا يمكن توجيه اللوم إلى ذلك العالم الإلكتروني إن استخدم لغير غايته. فالرسالة التي انطلق بها عالم شبكات التواصل الاجتماعي تقوم على الاتصال وليس الانفصال!
فهل أنتم تدركون هوية ذلك «العالم الأزرق» حقاً؟ هو عالم تخطى قاع البحر الأزرق وتجاوز سقف السماء الزرقاء. إنّه ذلك الفضاء الشاسع الذي يأخذنا بعيداً عن كوكبنا الأرضي.. فإن دخلت ذلك «العالم الأزرق»، فحاول أن تبقي قدميك على الأرض. فأدوات التحكّم والسيطرة ما زالت بشرية، ولم تصبح ضمن صلاحيات العقل الإلكتروني بعد!

د. عبدالفتاح ناجي
[email protected]

14224918_134931710294514_3198921591790607072_n


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading