مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد يصدر العدد الثاني عشر من تقريره السنوي “التيارات الأطلسية”

abdelaaziz6ساعتين agoLast Update :
مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد يصدر العدد الثاني عشر من تقريره السنوي “التيارات الأطلسية”

أصدر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة عشرة لمؤتمره السنوي “الحوارات الأطلسية”، النسخة الثانية عشرة من تقريره السنوي، “التيارات الأطلسية” والذي يحمل هذا العام عنوان “الأطلسي الموسّع: بناء الشراكات في زمن الاضطرابات”.

 

وذكر بلاغ للمركز أن هذا الإصدار، الذي أشرف على تنسيقه السفير محمد لوليشكي، الباحث البارز بالمركز، يأتي كمدخل فكري وعلمي لمؤتمر “الحوارات الأطلسية” جريا على عادة المركز السنوية.

 

وأوضح المصدر ذاته، أن التقرير يقدم تحليلا معمقا للحركيات التي تشكل الفضاء الأطلسي الموسع، ويبحث في السبل الكفيلة بجعل هذا الفضاء إطارا مهيكلا للتعاون وبناء شراكات عملية، في ظل ظرفية دولية تعيد فيها التجاذبات الجيوسياسية والتحولات التكنولوجية والضغوط المناخية رسم معالم النظام العالمي.

 

وأضاف أن مركزية الفضاء الأطلسي لم تعد تقتصر على محوره الشمالي، بل امتدت اليوم لتشمل حوضه الموسع الذي يفرض نفسه كحلبة محورية للتنسيق السياسي، والإدارة الجماعية للأزمات، وتجديد أسس العلاقات بين الشمال والجنوب.

 

وتسلط هذه النسخة الجديدة من التقرير السنوي، بحسب البلاغ، الضوء على الدور الاستراتيجي للأطلسي الموسع، ليس فقط كفضاء جغرافي، بل كمنصة للحوار وإعادة تشكيل الشراكات، في بيئة عالمية تجعل من المرونة على الصعيد الوطني، وتضافر الجهود، وأشكال التعاون المبتكرة ضرورة حتمية.

 

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا التقرير يضم بين دفتيه ثلاثة وثلاثين فصلا تتوزع على سبعة أقسام، وقد أغناه قرابة أربعين خبيرا وباحثا ينتمون إلى القطاعين العام والخاص ومنظمات دولية، ويمثلون عشرين دولة، منها ثماني عشرة دولة أطلسية، مضيفا أن هذا التنوع يعكس فسيفساء التجارب والرؤى التي تشكل الهوية المتعددة للفضاء الأطلسي.

 

ومن حيث المضمون، يتجاوز هذا العدد مجرد البناء على الإصدارات السابقة، ليوسع العدسة التحليلية بهدف استيعاب أعمق للتحولات الجارية؛ حيث يتناول، بمنظور متكامل، إعادة الاصطفافات الجيوسياسية، وتحول طبيعة الصراعات نحو أبعاد اقتصادية وسيبرانية، إلى جانب بروز فاعلين جدد في مجال الوساطة يعيدون رسم خرائط القوة والتأثير والنفوذ.

كما أبرز البلاغ أن هذا العدد يسلط الضوء على احتدام المنافسة العالمية حول التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والموارد الحيوية وأنشطة أعماق البحار، مما يعيد تشكيل التحالفات ويؤكد على مركزية الابتكار في تحديد موازين القوى الجيوسياسية.

 

وأشار إلى أن التفاعل الجدلي بين المناخ والأمن والتنمية يشكل محورا أساسيا آخر في هذا الإصدار، مضيفا أن التغير المناخي يفاقم الهشاشة، ويغذي موجات النزوح البشري، ويهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي، لا سيما في المناطق التي تواجه صعوبات في الولوج إلى مياه الشرب، والتي تعاني من ضعف الإمدادات الكهربائية أو من هشاشة مؤسساتها؛ وفي هذا السياق، يبرز الحوض الأطلسي كفضاء أصبحت فيه العلاقة بين التحول الطاقي والحكامة المستدامة أمرا جوهريا.

 

وأكد المركز أن الرسالة الجوهرية التي يحملها هذا الإصدار، هي دعوة صريحة إلى تبني رؤية للأطلسي باعتباره فضاء مشتركا للبشرية جمعاء، وليس مسرحا للمواجهة أو المنافسة العقيمة.

 

وكشف أن هذا التقرير يولي اهتماما خاصا بتطور الأطر الإقليمية الأطلسية نحو صيغ مبتكرة وأكثر مرونة للتعاون، تقوم على تحالفات موضوعاتية بدلاً من الهياكل المؤسساتية التقليدية، وهو ما يشجع على تبني مقاربات عملية تستجيب للتحديات المتنوعة، وفي مقدمتها تحديات الاستدامة والاقتصاد الأزرق.

 

وخلص البلاغ إلى أن هذا الإصدار، بتقديمه رؤية بانورامية ومنظمة للنقاشات المعاصرة والأفكار المستجدة، يضع بين يدي القارئ أداة مرجعية لفهم التحولات العميقة التي يشهدها الفضاء الأطلسي، واستشراف آفاق بناء مستقبل أكثر ترابطاً وتعاوناً وتضامناً بين شعوبه.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading