في ظل الفرحة الوطنية التي اجتاحت المغرب بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، أقدم قدامى المحاربين والأرامل في جهة العيون الساقية الحمراء على وقفة احتجاجية سلمية، تعبر عن مطالبهم المشروعة برد الاعتبار والعيش الكريم.
هذه الوقفة، التي شارك فيها عشرات الأفراد من قدامى المحاربين، أرامل الشهداء، وذوي الحقوق، جاءت كامتداد لنضال دام أكثر من ثماني سنوات، وتتوافق مع حركات احتجاجية مشابهة في مدن المملكة الأخرى.
بدأت الوقفة بتلاوة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تلتها خطابات حادة وجهتها قيادات الشريحة إلى إخوانهم وأخواتهم، مشددة على دورهم التاريخي في الصفوف الأمامية لاسترجاع الأقاليم الجنوبية تحت صوت البنادق. أبرز المتحدثون معاناة هذه الفئة من الرواتب المنخفضة المجمدة منذ سنوات، والتي لا تكفي لمواجهة ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية، بالإضافة إلى الإكراهات الاستشفائية مثل تأخير المواعيد الطبية لكبار السن وعدم الاستجابة السريعة للحالات الطارئة. “هذه الظروف لا تليق بمن ضحوا لعقود من أجل أمن الوطن واستقراره”، أكد أحد المشاركين، معتبرًا أن تجاهل المطالب يولد شعورًا بخيبة أمل عميقة.
ورغم الإحباط، أعرب المحتجون عن عزمهم على الاستمرار في النضال السلمي دون تراجع، مطالبين بالتجاوب الفعال من الجهات المسؤولة لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
يأتي هذا الاحتجاج في سياق إيجابي، حيث ثمن المشاركون القرار الأممي الذي تبنى مقترح الحكم الذاتي للصحراء كحل واقعي، كما أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
الوقفة تعكس التلاحم الوطني والالتزام بالديمقراطية، معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صوتهم.
تُعد هذه المبادرة جزءًا من حملة أوسع لقدامى المحاربين عبر المغرب، التي غطتها وسائل إعلامية مثل “هسبريس” و”اليوم 24″، مشددة على أهمية الاعتراف بتضحيات هذه الشريحة في بناء الوحدة الترابية. مع اقتراب نهاية الاحتفالات الوطنية، يأمل المتضررون في إصلاحات فورية تضمن كرامتهم، ليكونوا شركاء حقيقيين في مسيرة التنمية. للمزيد،
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
