نداء استغاثة موجَّه إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة ووزير التعليم العالي عبد اللطيف الميداوي

abdelaaziz63 ساعات agoLast Update :
نداء استغاثة موجَّه إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة ووزير التعليم العالي عبد اللطيف الميداوي

أكثر من 3500 طالب مغربي في جامعات قبرص الشمالية يواجهون مصيراً مجهولاً**

 

في واحدة من أكثر الأزمات التعليمية تعقيداً خلال السنوات الأخيرة، يجد ما يزيد عن 3500 طالب وخريج مغربي من جامعات قبرص الشمالية أنفسهم أمام مستقبل دراسي ومهني معلّق، وسط غياب تنسيق واضح بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و الابتكار ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

هؤلاء الطلبة الذين قضوا سنوات من الدراسة، واستثمروا مبالغ مالية كبيرة، تحوّلت رحلتهم الأكاديمية إلى ملف عالق يهدد مسارهم بسبب توقف غير مفهوم في مسطرة معادلة الشهادات.

 

*كيف بدأت الأزمة ؟*

 

بدأت ملامح الأزمة منذ منتصف سنة 2024، حين توقفت وزارة التعليم العالي بشكل مفاجئ عن منح المعادلات لخريجي جامعات قبرص الشمالية، دون تقديم أي توضيح رسمي للرأي العام أو للمعنيين بالملف.

 

وخلال شهور طويلة، لجأ الطلبة إلى مختلف الادارات المعنية، وعقدوا لقاءات مع مسؤولي قصم معادلة الشهادات بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار بالرباط، إلا أن النقاشات بقيت دون نتيجة، في ظل ما يصفونه بتماطل و تشتيت و تزايد التعقيدات الإدارية. ويؤكد الطلبة أن بعض مسؤولي وزارة التعليم العالي أبلغوهم بأن وقف المعادلات مرتبط بموقف وزارة الخارجية باعتبار المغرب لا يعترف بجمهورية قبرص الشمالية التركية، وبالتالي لا يعترف رسمياً بجامعاتها.

 

غير أن هذا التبرير، وفق المعنيين، يتناقض مع معطيات قائمة:

 

* وثائق رسمية منشورة في الجريدة الرسمية تؤكد إمكانية متابعة الدراسة هناك.

* منح معادلات في السنوات الماضية لنفس الجامعات.

* اعتماد الجامعات من وزارة التعليم العالي التركية وخضوعها لتقييم مجلس التعليم العالي التركي (YÖK)، وهو نفس النظام المعتمد في الجامعات التركية التي تُعادَل شهاداتها في المغرب.

* توثيق الشهادات من طرف السفارة المغربية بأنقرة، إضافة إلى المصادقة من مجلس التعليم العلمي التركي، قبل إيداعها لدى المصالح المختصة بالمغرب.

 

و رغم كل المساعي، لم تُصدر أي جهة رسمية مذكرة توضيحية، ما ترك الطلبة أمام وضع ضبابي لا يُعرف معه مصير شهاداتهم.

 

*الطلبة لم يذهبوا إلى قبرص الشمالية عشوائياً*

 

اعتمد الطلبة على:

 

* معلومات رسمية صادرة عن وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار.

* وثائق منشورة في جرائد رسمية تؤكد مطابقة الجامعات المعنية للشروط البيداغوجية المطلوبة.

 

ولسنوات، جرت عملية المعادلة بشكل طبيعي، قبل أن تتوقف فجأة دون سند معلن. وهكذا وجد الخريجون أنفسهم أمام:

 

* ملفات معلّقة دون قرار.

* مساطر كانت في مرحلتها النهائية وتوقفت دون تفسير.

* رفض غير مُعلن للاعتراف بشهاداتهم رغم قانونيتها.

* ملفات استوفت جميع الشروط، وبقي فقط توقيع قرار المعادلة… لكنه لم يصدر.

 

*وراء الأرقام قصص إنسانية مُرهِقة*

 

خلف هذه الأزمة، آلاف القصص المؤلمة:

 

* أسر ضحّت بمدخراتها وممتلكاتها لتمويل دراسة أبنائها.

* طلبة راكموا ديوناً بالدرهم والدولار.

* شباب عادوا إلى المغرب بطموحات كبيرة ليجدوا أنفسهم أمام باب إداري مغلق.

* جملة تتكرر منذ سنة ونصف: *”المعادلات متوقفة… ولا نعلم موعد استئنافها.”*

 

وبينما تتأخر القرارات، تتوقف حياة الطلبة بالكامل:

 

لا عمل، لا تسجيل في دراسات عليا، ولا إمكانية لاستعمال الشهادات خارج المغرب دون معادلة بلد الأصل.

بعد مرور أكثر من سنة ونصف على توقف الإجراءات، قرر الطلبة الخروج إلى الرأي العام وتوجيه نداء استغاثة للسلطات العليا، معتبرين أن ما يحدث:

 

**”أكبر أزمة تعليمية صامتة تهدد مستقبلاً بأكمله.”**

 

*مطالب الطلبة: حقوق قانونية لا علاقة لها بالخلافات السياسية*

 

يشدد المتضررون على أن:

 

* الحق في المعادلة حق قانوني مكفول لكل خريج مؤهل.

 

* الخلافات الدبلوماسية إن وُجدت لا ينبغي أن تُحمَّل لطلبة أنهوا دراستهم بشكل قانوني.

 

ويطالبون بـ:

 

1. *استئناف مسطرة المعادلة فوراً كما كانت عليه.*

2. *احترام مبدأ عدم رجعية القرارات ما اذا تم الغاء المعادلة بشكل رسمي* بحيث لا يُمكن تطبيق أي قرار جديد على طلبة التحقوا أو تخرجوا بناءً على وضع قانوني سابق ومستقر.

 

*أزمة تعليمية أم سوء تدبير؟*

 

يشير الطلبة إلى مفارقة واضحة:

عدد من جامعات قبرص الشمالية مصنَّفة ضمن أفضل 600–800 جامعة عالمياً،

في حين لا توجد أي جامعة مغربية ضمن أول 1000 جامعة.

 

ما يعزز، حسب رأيهم، أن الإشكال ليس أكاديمياً، بل مرتبط بغياب تنسيق بين الجهات المعنية وصدور قرارات غير مُعلنة.

 

*ختاماً… مستقبل آلاف الطلبة معلّق*

 

تجاوز هذا الملف كونه قضية طلبة ليصبح اختباراً لقدرة المؤسسات المغربية على ضمان الشفافية وحماية حق المواطن في التعليم وتكافؤ الفرص.

 

وفي انتظار تدخل السيد ناصر بوريطة والسيد عبد اللطيف الميداوي، و توافق الوزارتين على حل هذا المشكل يظل مصير آلاف الطلبة معلقاً بين الاعتراف وعدم الاعتراف و تخوف من مستقبل مبهم.

 

جيل كامل ينتظر جواباً…

والصمت لم يعد خياراً


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading