النقد المغربي بين السؤال والقراءة: ثلاث إصدارات جديدة مدار نقاش في لقاء نادي القلم بالمركب الثقافي كمال الزبدي

رحال الانصاريساعتين agoLast Update :
النقد المغربي بين السؤال والقراءة: ثلاث إصدارات جديدة مدار نقاش في لقاء نادي القلم بالمركب الثقافي كمال الزبدي

متابعة: عبد الرحمان الزنادي

استمرارًا للأنشطة الثقافية واللقاءات العلمية التي يعقدها عند كل دخول ثقافي وبشكل دوري، والتي يسعى من خلالها إلى تقريب مختلف الإصدارات الأدبية والنقدية إلى جمهور القرّاء والمهتمين؛ نظم نادي القلم المغربي لقاءً ثقافيًا بعنوان: “النقد المغربي: قراءات وأسئلة”، بإشراف علمي من مختبر السرديات والخطابات الثقافية بجامعة الحسن الثاني (كلية الآداب بنمسيك)، وذلك يوم السبت 15 نونبر 2025، ابتداءً من الساعة الخامسة عصرًا، بفضاء المركز الثقافي ابن مسيك “كمال الزبدي”. وقد خُصّص هذا اللقاء لتقديم وقراءة ثلاثة إصدارات نقدية مغربية حديثة، هي:
• “المرجع وآليات التأويل في شعر بدر شاكر السياب” لعبد الحكيم جابري؛
• “تلقي القدامى لشعر بشار بن برد” لنادية بوطاهر؛
• “القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس المسناوي: البنية، الصورة، الوظيفة” لمحمد ماسكي.
وتم ذلك بمشاركة كل من نورة الخير، ومحمد الورداشي، وخالد بشار الخير، وتنسيق مريم السعيدي. بعد الكلمة الترحيبية للمنسّقة، التي أضاءت فيها موضوع اللقاء ووصفتْه بالفرصة السانحة للحوار والنقاش حول مستجدات الدراسات النقدية المغربية، كما حيّت فيها الحاضرين من متدخلين ومؤلفين وقراء ومهتمين؛
تناولت نور الخير الكلمة لتقدم قراءتها لكتاب “المرجع وآليات التأويل في شعر بدر شاكر السياب” لعبد الحكيم جابري، بعنوان: “قراءة في كتاب: المرجع وآليات التأويل في شعر بدر شاكر السياب لعبد الحكيم جابري”.
أشارت في مستهلها إلى أن الكتاب يُعدّ دراسة نقدية حول شعر بدر شاكر السياب، إذ يتناوله من منظور نقدي بالتوازي مع تسليطه الضوء على الكيفية التي استخدم بها السياب المرجع الأسطوري والتاريخي في بناء قصائده. وأضافت أن المؤلف عالج موضوعة الحاجة إلى التأويل، محددًا إياها بوصفها ضرورة كلما تقدّم الزمن وامتد عمر النص.
وتوقفت المتدخلة بعدها عند كل فصل من الفصلين اللذين يُنظّمان محتوى الكتاب (إضافة إلى المقدمة والخاتمة). إذ يضم الفصل الأول ثلاثة أبواب، تناول المؤلف في الأول مفهوم المرجع وصلته بتجلياته المعرفية المختلفة، في حين خصص الثاني لمقولة التأويل، من تحديدها اللغوي والاصطلاحي وصولًا إلى تحديدها الفلسفي لدى شلايرماخر ودلتاي وغادامير. أما الباب الثالث، فخُصص لسيرة بدر شاكر السياب منذ الولادة والنشأة إلى الينابيع الثقافية المؤثرة في تجربته الشعرية.
أما الفصل الثاني، وهو الجانب التطبيقي، فيضم خمسة أبواب، خصص المؤلف كلًّا منها لدراسة أحد جوانب المرجعية في شعر السياب وتأويلها: المرجعية الأسطورية، ثم الرمزية، ثم مرجعية المكان، ثم مرجعية الزمان، فالشعر الغربي بوصفه مرجعًا مؤثرًا في شعر السياب.
خُصصت المداخلة الثانية لتقديم قراءة في كتاب “تلقي القدامى لشعر بشار بن برد” لنادية بوطاهر، قدمها محمد الورداشي بعنوان: “قراءة في كتاب: تلقي القدامى لشعر بشار بن برد لنادية بوطاهر”.
وسعى فيها المتدخل إلى رصد الإشكالية المركزية والقضايا المتفرعة عنها، والمتعلقة بتلقي القدامى لشعر بشار بن برد، التي تناولتها المؤلفة في ثلاثة فصول (إضافة إلى التمهيد والخاتمة). واعتمد المتدخل في عرضه على الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، أبرزها:
ما الإشكالية التي تسعى الدراسة إلى مقاربتها؟ وما القضايا المترتبة عليها؟ وما طبيعة المنهج النقدي الذي توسلته الباحثة؟ وتوقف عند الإشكالية المركزية المتمثلة في بحث كيفية تلقي النقد العربي القديم لشعر بشار بن برد، باعتباره رائد الشعراء المولدين، مع تفسير طبيعة المعايير البلاغية واللغوية والجمالية التي حكمت هذه الآراء النقدية. كما عرض الأهداف التي سعت المؤلفة إلى تحقيقها، ومنها:
– فهم طبيعة النص الأدبي واستخلاص أبرز القضايا التي اهتم بها النقاد العرب القدامى؛
– كشف التحولات التي مست أفق توقعاتهم عبر السرد الكرونولوجي للمتلقين؛
– رصد مظاهر التفاعل بين النقاد القدامى والتراث الشعري لبشار؛
– بيان تجليات نظرية التلقي الحديثة في آراء النقاد القدامى.
أما المداخلة الثالثة والأخيرة، فخُصصت لقراءة كتاب “القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس المسناوي: البنية، الصورة، الوظيفة” لمحمد ماسكي، قدمها خالد بشار الخير بعنوان:
“التصورات المجازية وبناء المتخيل في القصيدة الزجلية: قراءة في كتاب القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس المسناوي: البنية، الصورة، الوظيفة لمحمد ماسكي”. وسعى فيها إلى تبيان المنطلقات المنهجية التي اعتمدها المؤلف في دراسة القصيدة الزجلية، التي وصفها المتدخل بأنها متنوّعة المشارب، وإن انطلقت كلها من مرجعية بلاغية. وتوقف عند الفصول الأربعة للكتاب (إضافة إلى المقدمة والخاتمة)، حيث خصص المؤلف الفصل الأول للمقاربة المنهجية وتخومها النظرية، بينما خصص الفصول الأخرى للتطبيق: الإيقاع واللغة في الفصل الثاني، ثم الصور الدلالية في الثالث، أما الرابع فخصّص لدراسة صور المحسنات من مستوى الشكل إلى مستوى المضمون.
وأشار المتدخل إلى أن فصول الكتاب تتضافر للإجابة عن سؤال محوري: إلى أي حد استطاعت القصيدة الزجلية احتواء أشكال دلالية وتأدية مواقف متنوعة؟ وأكد نجاح المؤلف في اختيار البلاغة الجديدة إطارًا لمقاربة القصيدة الزجلية.
ثم فُتح المجال للمناقشة والحوار حول المداخلات؛ حيث تعمقت أسئلة الحضور في بنية قصيدة بدر شاكر السياب، باحثةً في أسباب انغماسها في الأسطورة والرمز أكثر من شعر معاصريه كنازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي.
كما توقفت الأسئلة عند جدوى دراسات التلقي وإسهامها في فهم الأعمال الأدبية وتتبع أثرها في السياقين الإبداعي والنقدي. وأُشير أيضًا إلى أهمية تجريب مناهج جديدة في دراسة النصوص الإبداعية التي توظف العامية وتستلهم موضوعاتها من الثقافة الشعبية، لما لذلك من دور في الكشف عن إمكانياتها التعبيرية التي لا تقل عما تنتجه النصوص الفصيحة.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading