خلف الأضواء الساطعة والطاقة التي تصل إلى كل منزل،تعيش مجموعة من حراس الأمن الخاص بشركة “أنسي ماروك” معاناة صامتة. هؤلاء الرجال، المكلفون بحراسة أهم المنشآت الحيوية من محطات حرارية وخطوط نقل طاقة بين أكادير والداخلة، يكافحون من أجل الحصول على أبسط حقوقهم: رواتبهم في موعدها.
يعاني العمال من أزمة مركبة تبدأ بالتأخر المزمن في صرف الأجور، الذي تحول من حالة طارئة إلى واقع مرير. “لم نعد نعرف متى سنستلم رواتبنا”، كما يؤكد أحد العمال الذين فضلوا عدم الكشف عن هويته خوفاً من هذه المعاناة المالية تنعكس مباشرة على استقرارهم المعيشي وقدرتهم على تلبية احتياجات أسرهم الأساسية.
ويضيف عامل آخر: “طرقنا كل الأبواب، من إدارة الشركة إلى المسؤولين في المكتب الوطني للكهرباء. الجميع يستمع لكن لا أحد يحل المشكلة”. هذه العبارة تختصر معاناة أخرى تتمثل في غياب قنوات اتصال فعالة وانهيار الثقة بين العمال والإدارة.
بعد أن استنفدوا كل وسائل الحوار الداخلي، لم يجد العمال أمامهم سوى باب مندوبية الشغل، حيث قدموا شكاية رسمية
نص الرسالة التي توصلنا بها حرفيا:
باسم العاملين بشركة الأمن الخاص المكلفين بحراسةposte 225 K .V رقم 2 ،tronsport النقل( اكادير تيزنيت كلميم طانطان، العيون، السمارة، بوجدور، والداخلة) التابعة للشركة الوطنية لإدارة الكهرباء (ansi maroc groupe)، نرفع صوتنا لتسليط الضوء على معاناتنا المستمرة جراء ظروف عمل قاسية وتأخر مزمن في صرف أجورنا.
فقد تجاوزت أوضاعنا حد “التحمل”، حيث أصبح التأخر المتواصل في استلام مستحقاتنا المالية الشهرية هو القاعدة وليس الاستثناء، مما يهدد استقرارنا المعيشي وأسرنا. كما نعاني من غياب شبه تام للاستقرار الوظيفي وضعف فادح في قنوات التواصل مع إدارة الشركة المشغلة.
ولم نترك باباً إلا وطرقناه سعياً وراء حلول، لكن دون أي استجابة فعلية، لم نجد اذان صاغية لمطالبنا لا من جهة مكتب الوطني للكهرباء او الاطر المشتغلين به طرقنا باب المسؤول المكلف قال انه تواصل مع الشركة لاكن بدون جدوى مما دفعنا في النهاية، ومرغمين، إلى اللجوء إلى المساطر القانونية بتقديم شكاية رسمية إلى مندوبية الشغل، كملاذ أخير لاستعادة حقوقنا المهضومة. (ماضاع حق وراءه طالب)
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


