“من رأى ليس كمن سمع”.. عامل إقليم الحوز ينهج سياسة التواصل المباشر والنزول إلى الميدان

منذ الساعات الأولى لتوليه مهامه الجديدة، بدا أن العامل مصطفى المعزة يحمل رؤية مختلفة لتدبير الشأن الترابي بإقليم الحوز، عنوانها الأبرز “النزول إلى الميدان بدل الاكتفاء بالتقارير”. فبعد تنصيبه رسميًا صباح الاثنين 10 نونبر الجاري بمقر عمالة الإقليم في تحناوت، خلفًا للعامل السابق رشيد بنشيخي، لم ينتظر طويلًا قبل أن يترجم توجهه إلى فعلٍ ميداني ملموس.

ففي الوقت الذي ما تزال فيه أصداء حفل التنصيب متداولة بين الفاعلين السياسيين والإداريين، شوهد العامل الجديد بعد ساعات قليلة من تسلمه مهامه وهو يتجول بين أحياء مولاي إبراهيم وأسني، يتفقد ملاعب رياضية وفضاءات شبابية، ويتواصل مباشرة مع الساكنة والمصالح المحلية. خطوة رمزية لكنها عميقة في دلالتها، إذ عكست منذ البداية إيمانه بأن “من رأى ليس كمن سمع”، وأن معرفة أحوال المواطنين لا تكون من وراء المكاتب بل من قلب الميدان.

مصادر محلية تحدثت عن انطباع إيجابي واسع في صفوف الساكنة التي رأت في هذه التحركات السريعة إشارة قوية إلى أن العامل المعزة يعتزم نهج سياسة القرب، والاستماع المباشر، وتقييم المشاريع التنموية بعينه لا عبر التقارير. وهي مقاربة تتقاطع مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إدارة ترابية قريبة من المواطن، فعالة، ومتجاوبة مع نبض الميدان.

الحفل الرسمي الذي ترأسه وزير الفلاحة أحمد البواري بحضور شخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبة، أكد بدوره على أهمية استمرارية الأوراش الكبرى المفتوحة بالإقليم، خاصة في مجالات البنية التحتية، والتعليم، والتنمية القروية، ودعم المبادرات المحلية. غير أن التحرك السريع للعامل الجديد أوحى بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولاً نوعياً في منهجية تدبير الملفات الترابية، يقوم على الملاحظة المباشرة والتفاعل السريع مع الحاجيات الفعلية للمجتمع المحلي.

بهذه الخطوة الأولى، بعث العامل مصطفى المعزة رسالة واضحة لكل الفاعلين بالإقليم: المرحلة الجديدة عنوانها العمل الميداني، الإصغاء، والتدبير عن قرب. وهي رسالة فهمها الجميع جيدًا، لأن في الحوز، كما يقال، “الأرض لا تكذب من يحرثها بعينه”.