النهار نيوز المغربية: مراد قرمادي
في خضم موجة
الاحتجاجات التي تعرفها مختلف المدن المغربية، أقدم عدد من شباب “جيل Z” على خطوة رمزية أثارت تفاعلاً واسعاً في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قاموا بنشر ملصقات تحمل صورة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مصممة على شكل غلاف كتاب مدرسي خاص باللغة العربية.
الملصقات، التي وُزعت في عدد من الأماكن العامة، جاءت في سياق ساخر يعكس انتقاداً واضحاً لأداء الحكومة، مستلهمة فكرتها من مقطع متداول يظهر فيه رئيس الحكومة وهو يواجه صعوبة في قراءة نص بالعربية الفصحى، وهو ما اعتبره هؤلاء الشباب تجسيداً للفجوة بين الخطاب السياسي الرسمي وحقيقة تواصل المسؤولين مع المواطنين.
اختار هؤلاء الشباب أسلوباً إبداعياً في التعبير، إذ صمموا الغلاف على نمط كتب التعليم الابتدائي، ووضعوا عليه عبارة “كتابي في اللغة العربية – إعداد: عزيز أخنوش”، في رسالة مزدوجة تجمع بين الدعابة والاحتجاج.
وقد تباينت ردود الفعل حول هذه الخطوة، بين من رأى فيها شكلاً جديداً من النقد السلمي يعبر عن وعي الجيل الجديد وقدرته على إيصال رسائله بطرق مبتكرة، وبين من اعتبرها سلوكاً استفزازياً يتجاوز حدود السخرية المقبولة.
غير أن المتتبعين يجمعون على أن هذا النوع من التعبير بات يشكل مظهراً جديداً من أشكال الاحتجاج، يعتمد الصورة والفكرة بدل الهتاف والشعار، وهو ما يعكس وعياً متنامياً لدى الشباب المغربي الذي يسعى إلى توصيل صوته بطريقة حضارية وجريئة في آن واحد.
الرسالة التي أراد “جيل Z” إيصالها من خلال هذه الملصقات تبدو واضحة: السخرية لم تعد مجرد نكتة، بل أصبحت لغة احتجاج راقية، تحمل في طياتها دعوة صريحة إلى التغيير وإلى إصغاء السلطة لصوت الشارع قبل فوات الأوان.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.