تجمعات سلمية للمطالبة بحقوق مشروعة تفرز جيلا انبعث من الرماد ليعيث في الأرض فسادا وتخريبا وسفكا للدماء .

taouss5 manar3 أكتوبر 2025Last Update :
تجمعات سلمية للمطالبة بحقوق مشروعة تفرز جيلا انبعث من الرماد ليعيث في الأرض فسادا وتخريبا وسفكا للدماء .

إدريس المؤدب ”

المغاربة يعلمون أن لا فرق بين الضحية والجلاد ، لأن الجميع في الهم مصيبة .
الأول ملزم أن يخرج للشارع للتعبير عن مطالب شعبية مشروعة مرتبطة بالصحة والتعليم ، الشغل والكرامة ومحاربة الفقر والحد من الفوارق الطبقية بطريقة حضارية تفعيلا لما جاء به دستور 2011 بعدما طفح الكيل .
والثاني من لخزني ولمقدم إلى الشرطي والدركي ملزمون بتطبيق التعليمات ، رغم علمهم المسبق أنهم في محنة واحدة ، وإذا لم ( يلتزموا ) فإن عقوبتهم تصل إلى حد السجن والعزل من الوظيفة العمومية .
ما أثار الإنتباه في خضم هذه التظاهرات السلمية هي صورة شاب ( شُبًِهَ بالحارس الدولي ياسين بونو ) التي انتشرت على وسائل الإعلام العربي والعالمي ، وهو يمشي الهوينا بين شرطيين وهو يبتسم لأحدهما ، والشرطي في لحظة سهو عابرة يبادله الإبتسامة بأحسن منها ، وربما هناك حديث دار بينهما يشير إلى الوضعية التي يعيشها الشعب المسحوق بكل أطيافه لا فرق بين الموظف في سلك الأمن والمواطن العادي إلا بالصبر وأناقة الزي .
الشاب يمشي في استسلام إلى مصير اختاره دون إكراه ، ونواياه أن يصدح بحقيقة الوضع المزري المتفاقم الذي كرس فعل العبودية والفوارق الطبقية وتدني الخدمات الصحية في عهد أخنوش ومن قبله ، دفاعا عن أبناء الشعب ومن خلال ذلك دفاعا عن الوطن .
المخيف في هذه التظاهرات السلمية التي لم تعرف وزارة الداخلية بكل أجهزتها الأمنية والمخباراتية كيفية التعامل معها مادامت لم تخرج عن إطار مطالب الشعب المشروعة ، هو وجود مندسين من دول أجنبية ، ربما كان هدفهم هو تغيير مسارها لتتحول إلى اصطدامات مع قوى الأمن الوطني تأتي على الأخضر واليابس .
فإذا صح ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي وجود شاب مصري وسط الحشود الغاضبة ، يرفع يافطة مكتوبة بخربشات تدس السم في العسل ، يعتبر تجاوزا خطيرا يجب الإنتباه إليه ، وبإمكان هذا المتطفل أن يكون مزروعا وسط الحشود من جهات خارجية ، كما هو الشأن في تلك الفيديوهات المفبركة التي تعج بها السوشيل ميديا والتي رُكبَت باحترافية كبيرة وإعادة فبركتها بتقنيات عالية من أعداء الداخل والخارج ، حيث غيروا أصوات المتظاهرين بأخرى متطابقة مع المطالب التي صدحت بها حناجر الشباب لتستهدف القصر بنوايا خبيثة تزرع الرعب والخوف في المواطن العادي ” إسقاط الفساد تحول إلى إسقاط النظام ، رغم علم المدلسين والمندسين والمزورين وسفلة قومهم أن النظام الذي فاق تاريخه 1200 سنة كان عصيا على أعتى الأنظمة الديكتاتورية الرجعية لإسقاطه ، وهو مكون أساسي لجمع المغاربة على اختلاف مكوناتهم الثقافية و تنوع حضارتهم الأمازيغية بروافدها المختلفة والعربية والصحراوية . والأندلسية .

جيل z الذي استمد شجاعة الصدح بشعارات مُطالبة بالعدالة الإجتماعية ، التي تشمل كما أسلفنا الذكر الصحة والتعليم والشغل ، أو شباب العالم الإفتراضي الذي يبحر عبر الكرة الأرضية يوميا دون أن يبرح مقعده خلف الشاشة ، ويستلهم من الخارج مجموعة من الأفكار المتجددة ، هم المكسب الحقيقي لهذا الوطن الذي تحفه الكثير من المخاطر الخارجية ، الشيء الذي يتطلب مزيدا من اليقظة والحذر ، وتغيير نهج المواجهة البوليسية البصروية التي تركت فينا جراحا لم تندمل بعد ، مادام الأمر يتعلق بمطالب مشروعة دون تخريب أو هجوم على مؤسسات الدولة ، مما سيؤدي لا قدر إلى صب الزيت على النار ، ويكفينا فخرا أن هؤلاء الشباب تعاملوا مع رجال الأمن على اختلاف رتبهم باحترام كبير حتى وهم يشحنون في سيارات الخدمة دون أن يقترفوا أي ذنب يستحق الإعتقال ، جريمتهم الوحيدة أنهم ( فهموا الدنيا صح ) بعقلية متحضرة إيجابياتها أكثر من سلبياتها ، فلا تقتلوا فينا تلك البذرة الطيبة التي زرعناها في هذا الوطن لأننا نعشقه حد النخاع .
المخربون هم جموع من القاصرين جرتهم حماسة الشعارات دون حتى أن يعرفوا معنى وجودهم وسط الحشود ، لينظموا لأصحاب السوابق العدلية لاقتراف جرائم التخريب في ممتلكات الدولة وإضرام النار في الممتلكات العامة ، والهجوم على مقرات الأمن الوطني والدرك الملكي في مشاهد مروعة تثير الحسرة والألم على ما وصلت إليه الأمور كأن الزمن توقف ليعيدنا إلى سنوات شهداء كوميرا ، رغم وجود فارق كبير بين ما عشناه من قمع للحريات والزج بالمعارضين في غياهب المعتقلات والسجون في فترة سنوات الرصاص ، والزمن الحالي الذي نخاله رغم بعض التجاوزات يسير نحو التغيير ، إلا أن هناك من يريد بنوايا مبيتة أن يقطع الجسور بين الشعب الذي استنفد صبره من تغيرات الوضع الراهن بشكل خطير وأصبحت الحياة ضنكا .

#آخر_الكلام ” سمعت من أحد الأصدقاء كان شاهد عيان أن ضابطا كبيرا في جهاز الأمن الوطني كان يفرق المتظاهرين فإذا به يتفاجئ بوجود ابنه وسطهم فاتجه مباشر إليه وجره بعيدا ببضع أمتار من وسط الجموع وقال له ” شنو كدير انت هنا .
أجابه الإبن وهو واحد من جيل z حتى أنا أبابا ولد الشعب ومطالب الشعب مشروعة ، فشحنه في سيارة الأمن مع الآخرين فهل زُج به في السجن أم اتجهت السيارة إلى بيت الضابط الله أعلم ما تخفي الستائر ” وهو الذي ” يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading