الريصاني بين التهميش وغياب التنمية: واقع مؤلم وآمال مؤجلة.

النهار نيوز المغربية – عزيز اليوبي .

تعيش مدينة الريصاني اقليم الرشيدية ، ذات الرمزية التاريخية والحضارية، واقعاً تنموياً صعباً يطبعه التهميش وضعف البنيات التحتية، في وقت تتوالى فيه الوعود الانتخابية دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ. فالمدينة، التي تعد مهد الدولة العلوية وواجهة سياحية مهمة بفضل قصورها وأسواقها العريقة، تعاني من مظاهر الإقصاء والتفقير، ما جعل الساكنة تفقد الثقة في المؤسسات المنتخبة والجهات الوصية.

شوارع الريصاني تحولت إلى طرق مهترئة تعيق السير وتسيء إلى صورة المدينة، فيما تظل أحياء بأكملها غارقة في الظلام نتيجة غياب الإنارة العمومية. ويجد السكان أنفسهم محاصرين بانعدام المرافق الأساسية، سواء تعلق الأمر بالملاعب ودور الشباب أو بالمساحات الخضراء التي تكاد تنعدم، مما يحرم الأطفال والشباب من فضاءات الترفيه والتأطير.

لم يسلم قطاعا الصحة والتعليم من مظاهر التراجع، إذ يشتكي المواطنون من ضعف الخدمات الطبية وغياب تجهيزات أساسية بالمراكز الصحية، في حين تواجه المدارس خصاصاً في الموارد البشرية والبنيات الملائمة، ما يفاقم معاناة الأسر ويكرس الهشاشة.

ورغم خطورة الوضع، يرى متتبعون أن دورات المجلس الجماعي تحولت إلى مجرد مناسبات بروتوكولية بعيدة عن الانشغالات الحقيقية للساكنة. فمفهوم ربط المسؤولية بالمحاسبة يظل غائباً، وسط تزايد الحديث عن شبهات في التدبير المالي والإداري .

من جهة أخرى، يعيش المجتمع المدني في الريصاني حالة من الركود والعزلة، بعد أن كان من المفترض أن يكون صوت المواطن ورافعة للتغيير. هذا التراجع يزيد من فراغ المشهد المحلي ويضعف الضغط على المسؤولين للاستجابة لمطالب السكان.

أمام هذا الواقع، تتعالى أصوات المواطنين والفاعلين المحليين بضرورة تدخل السلطات المركزية لإيفاد لجنة لتقصي الحقائق حول شبهات الفساد المالي والإداري، وإطلاق مشاريع تنموية حقيقية من شأنها إنقاذ المدينة من وضعها الحالي. كما يطالب السكان بإعادة الاعتبار للريصاني عبر استثمار مؤهلاتها السياحية والتاريخية والفلاحية، بما يخلق فرص شغل ويحسن مستوى عيش الأسر.

الريصاني، رغم تاريخها المجيد وإمكاناتها المتعددة، ما تزال رهينة واقع التهميش. والرهان اليوم هو على إرادة سياسية صادقة ومحاسبة فعلية، تعيد الثقة في المؤسسات وتفتح أفقاً جديداً للمدينة وساكنته