في إطار تنزيل الاتفاقية الجهوية لإعادة إسكان ساكنة دور الصفيح بجهة الدار البيضاء – سطات، المصادق عليها في أكتوبر 2024، والتي تشمل ثلاث أنوية عشوائية بتراب عمالة مقاطعات عين السبع – الحي المحمدي، من بينها دوار “ ابويه ” البالغ عدد البراريك المتواجدة به حسب إحصاء 2021 ما يناهز 2023 براكة بما تتضمن 2843 أسرة، حيث شرعت السلطة الإقليمية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي في سلسلة من التدابير الرامية إلى تهيئة الظروف المناسبة لانطلاق عملية الهدم.

ففي هذا السياق، باشر عامل عمالة عين السبع – الحي المحمدي عقد لقاءات دورية مع ممثلي الساكنة وفعاليات المجتمع المدني، حيث تم إبلاغهم بمكان إعادة الإسكان الجديد الذي خصص لدوار أبويه، وهو مشروع سكني يقع بتراب عمالة مولاي رشيد – سيدي عثمان. وقد ركز في هذه المرحلة على التحسيس بأهمية إخلاء المساكن الصفيحية، خاصة بالنسبة للأسر المعوزة، مع اعتماد مقاربة اجتماعية تراعي الأبعاد الإنسانية للمستفيدين، بما في ذلك منحهم اجالا معقولة لتدبير انتقالهم، بما يضمن تنفيذ عملية الهدم في ظروف ملائمة.

وفي خطوة عملية لتفعيل مضامين الاتفاقية، تم بتاريخ 27 ماي 2025 افتتاح الشباك الوحيد المخصص لتلقي طلبات الساكنة، وهي مبادرة رافقتها حملات توعوية مكثفة، شاركت فيها السلطات المحلية وأعوانها وممثلون عن المجتمع المدني والسياسي، بهدف تحسيس قاطني دوار أبويه بضرورة الإخلاء في أجل أقصاه 17 يونيو 2025.

وقد تجاوبت الساكنة بشكل إيجابي، حيث انطلقت عملية الهدم فعليا يوم الجمعة 20 يونيو 2025 و انتهت بتاريخ 03 يوليوز بعد استكمال عمليات الإخلاء التام للمساكن.

و بموازاة ذلك، شرع مكتب الدراسات المتعاقد مع “كازا إسكان” في دراسة ملفات الأسر المستفيدة، بينما قامت عمالة عين السبع – الحي المحمدي ببرمجة أيام 15 و25 و29 غشت الجاري كمرحلة أولى من عملية إجراء القرعة، تمهيدا لتحديد المستفيدين من السكن الجديد.
وقد أجريت أولى جلسات القرعة يوم الجمعة 15 غشت 2025، وشملت ما يقارب 596 أسرة، بحضور ممثلين عن الساكنة وفعاليات مدنية، وسط تغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية و الوطنية، حيث مرت العملية في أجواء تتسم بالشفافية والنزاهة.
إلا أن نجاح هذه العملية لم يسلم من محاولات التشويش، إذ عمد بعض الأفراد، ممن لا تربطهم أية علاقة سكنية بدوار أبويه أو ممن لا تتوفر فيهم شروط الاستفادة، إلى ترويج إشاعات مغرضة تهدف إلى خلق بلبلة بين الساكنة المستهدفة بعملية إعادة الإسكان و كذا بعض الأحياء العشوائية الأخرى بعمالات سيدي مومن ومولاي رشيد، في محاولة لإفشال المشروع السكني الطموح، حيث شرع المحرضون في تعبئة ما يقارب 200 شخصا من ساكنة دوار ابويه و غيرهم للاحتجاج لمدة ثلاث ساعات يوميا للمطالبة بتغيير المشروع على اعتبار كونه يتواجد بمنطقة نائية تفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم حسب ادعائهم.
غير أن هذه الادعاءات سرعان ما تم دحضها، خصوصًا بعد قيام العديد من الأسر بزيارات ميدانية لموقع المشروع، إذ وقفت الأسر بنفسها على جودة البنيات التحتية والمرافق الحيوية المتوفرة، من مناطق خضراء وفضاءات لعب للأطفال، إلى جانب مسجد، مؤسسة تعليمية ابتدائية وثانوية، مركز صحي ودائرة أمنية.
وقد عزز هذا المعاينة ثقة الأسر في المشروع، لا سيما بعد تأكدها من موقعه المركزي داخل تراب عمالة مولاي رشيد – سيدي عثمان، الأمر الذي زاد من إقبال المستفيدين وتشبثهم بحقهم في الاستفادة، ما أسهم في تبديد كل الشائعات، وتثبيت مسار إعادة الإسكان على السكة الصحيحة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



