بقلم عبد المغيث لمعمري
النهار نيوز المغربية
بمجرد ما تم الإعلان عن الزيارة المرتقبة لوزير الصحة إلى مستشفى لالة عائشة بمدينة تمارة، تحركت آلة “الإصلاحات الترقيعية” على عجل، وكأن المسؤولين أُخذوا على حين غرة. فجأة، تسارع عمال الليل إلى طلاء الجدران وإخفاء الشقوق، في مشهد يفضح أكثر مما يخفي.
لكن الحقيقة المرة يعرفها المواطنون جيدًا الصباغة لا تُعالج المرضى، ولا تُوفر المعدات الطبية الغائبة، ولا تُسدّ الخصاص المهول في الموارد البشرية، ولا تُعيد الاعتبار للأطر الصحية التي تشتغل في ظروف أقل ما يقال عنها إنها مُهينة.
إن زيارة وزير الصحة لا ينبغي أن تتحول إلى استعراض بروتوكولي بين جدران مطلية حديثًا، بل يجب أن تكون مناسبة لفتح ملف المستشفى على مصراعيه، ومحاسبة المسؤولين عن سنوات من الإهمال والتسيّب.
فالمواطنون في تمارة، ومعهم سكان المدن المجاورة، لا يطالبون بزينة تجميلية عابرة، بل بحقهم المشروع في خدمات صحية تحفظ كرامتهم، وبنية تحتية تستجيب لمستوى التحديات، وأطر طبية تجد من يُنصفها ويقدر تضحياتها.
ويبقى السؤال مفتوحًا هل ستُسفر هذه الزيارة عن قرارات جريئة تُنقذ مستشفى لالة عائشة من وضعه الكارثي، أم ستكتفي الوزارة بالتقاط الصور أمام جدران مكسوة بطلاء حديث؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
