في الوقت الذي يواصل فيه المغرب ترسيخ مشاريعه التنموية بالصحراء المغربية، ويمضي بثبات في تنفيذ النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، تطل علينا مجددًا بعض الجهات المعروفة بخلفياتها المشبوهة بمزاعم جديدة تحت غطاء “ندوة دولية” في مدينة نيويورك، تتحدث عن ما يسمى “الاحتلال المغربي للصحراء الغربية”، في تكرار فجّ لخطاب متهالك لا يسنده أي سند قانوني أو واقعي.
وفي الحقيقة، لم يصدر أي تقرير رسمي عن ما يسمى بـ”مركز الرصد العالمي الأمريكي”، بل ما حدث لا يتجاوز كونه نقاشًا محدودًا عبر تقنية زووم، بمشاركة أسماء معروفة بولائها لأجندات معادية للمغرب، وتخدم بشكل مباشر رواية جبهة البوليساريو، المدعومة من طرف المخابرات الجزائرية.
المثير للسخرية أن البيان المنشور يروج لندوة مغلقة تم التلاعب في مضمونها، بهدف اصطناع “حدث إعلامي” يخدم البروباغندا الجزائرية التي لم تعد تنطلي على أحد، خصوصًا في الأوساط الأكاديمية الأمريكية والدولية، وكذلك الآراء الحرة في الجزائر والتي باتت أكثر وعيًا بخلفيات تمويل هذه المبادرات وتوجيهها السياسي.
وفي أول رد على هذه الادعاءات، أكدت منى أعزري، منسقة رابطة أنصار الحكم الذاتي مع الولايات المتحدة الأمريكية، أن:
> “ما يجري من محاولات تشويه للمغرب هو استمرار لنهج قديم تموّله المخابرات الجزائرية على حساب قوت الشعب الجزائري، ولتهرب من تهمة دعم الارهاب عن طريق ترويج عبارات خالية من أي محتوى سياسي أو قانوني. في المقابل، المغرب يحقق الاعترافات الرسمية، ويبني على الأرض، وينجز مشاريع كبرى لفائدة المواطن الصحراوي والمغربي على حد سواء. الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل، وهو ما يؤكده الواقع والدبلوماسية الدولية.”
لقد سئم العالم من تكرار نفس الأسطوانة الانفصالية التي أثبتت فشلها على مدى خمسين عامًا، بينما تتوسع خريطة الاعترافات الدولية بمبادرة الحكم الذاتي المغربي كحل جدي وواقعي وذي مصداقية، تحت السيادة المغربية الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
أما من يروّج لمفاهيم “الاحتلال” أو “الإبادة”، فهو يسعى فقط لخلط الأوراق، وصرف الأنظار عن أزمات بلاده الداخلية، ومحاولة إيجاد موطئ قدم في ملف تجاوزه الزمن وتجاوزه الواقع.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



